4. إعداد بروتوكول العمل المُبكر

summary

يشكّل إعداد بروتوكول العمل المُبكر النشاط والمُخرَج المحوري للتمويل القائم على التنبؤ. فيتضمّن بروتوكول العمل المُبكر معلوماتٍ حول المحفّزات، والإجراءات المبكرة والمخصصات المالية، ويشرح آلية تنفيذ الإجراءات المبكرة المتّخذة فور بروز أحد المحفّزات بالتفصيل. وكما بروتوكول التشغيل الموحّد، يحدّد بروتوكول العمل المُبكر الجهات المختلفة المعنية بتنفيذ هذه الإجراءات، وتوقيت تنفيذها ومكانه وبأيّ موارد مالية.

يُفعّل البروتوكول عندما يصل أحد التنبؤات إلى مستوى تأثيرٍ محدّد يشير إلى احتمال بروز آثار سلبية وخيمة. أمّا بالنسبة للعمل القائم على التنبؤ الذي يعتمده صندوق الطوارئ للإغاثة في حالات الكوارث، فيشكّل بروتوكول العمل المُبكر الوثيقة المعلّلة لاختيار المحفّزات والاجراءات المبكرة المحدّدة، فيقدّم تحليلًا في هذا السياق.

يستند هذا الفصل إلى التوجيهات السابقة بشأن الالتزام وتقييم الجدوى وإشراك الجهات المعنيّة في التمويل القائم على التنبّؤ، وبشأن تحضير الجمعية الوطنية للتمويل القائم على التنبّؤ. وتوفّر الخطوات والمعايير المفصّلة في هذا الفصل وأقسامه الفرعية توجيهاتٍ حول إعداد بروتوكول العمل المُبكر، ليُرفع إلى قسم العمل القائم على التنبّؤ التابع لصندوق الطوارئ للإغاثة في حالات الكوارث (أنظر الموافقة والتمويل). هذا وستُفصّل المكوّنات الجوهرية التي من شأنها أن توجّه عمليّة إعداد بروتوكول العمل المُبكر في الأقسام الفرعية اللاحقة:

4.1 تحديد المحفّز

4.2 اختيار الإجراءات المبكرة

4.3 تصميم خطّة الرصد والتقييم

4.4 التفعيل

الخطوة صفر: التعرّف إلى شروط بروتوكول العمل المُبكر

يتعيّن عليكم التعرّف إلى نموذج بروتوكول العمل المُكبر وأبرز معايير العمل القائم على التنّبؤ الخاص بصندوق الطوارئ للإغاثة في حالات الكوارث. وبإمكان الجمعيات الوطنية الحصول على النموذج المذكور عبر الضغط هنا وهنا للاطّلاع على المعايير الكاملة.

أمّا بالنسبة لبروتوكولات العمل المُبكر المُعدّة والمموّلة من قبل مصادر تمويلٍ أخرى (كالحكومة)، أو من خلال التمويل الخاص بالجمعية الوطنية، فلا تُعتبر المعايير إلزامية. إلّا أنّ الجمعيات الوطنية مدعوةٌ للاستعانة بالمكوّنات التوجيهية لنموذج بروتوكول العمل المُبكر.

يشكّل العمل القائم على التنبّؤ الخاص بصندوق الطوارئ للإغاثة في حالات الكوارث أداة تمويلٍ مسبق تقوم بتخصيص الأموال تلقائيًا بمجرّد تفعيل أحد التنبؤات. هذا ويتمّ الاتفاق على التمويل المخصّص لتنفيذ بروتوكول العمل المُبكر بشكلٍ مسبق، وذلك وفقًا للمعايير الرئيسية أدناه.

حمّلوا نموذج العمل القائم على التنبّؤ الخاص بصندوق الطوارئ للإغاثة في حالات الكوارث عبر الضغط هنا.

أبرز معايير بروتوكول العمل المُكبر في إطار العمل القائم على التنبّؤ الخاص صندوق الطوارئ للإغاثة في حالات الكوارث

  • تسعى الإجراءات المبكرة إلى الحدّ من المخاطر والأثر الإنساني، ويمكن تنفيذها في الفترة التي تفصل بين التوقّع ووقت بروز الأثر المترّتب عن حدثٍ وخيم.
  • ويشير بروتوكول العمل المُبكر إلى قابلية تنفيذ الإجراءات المبكرة ضمن المهلة الزمنية المتاحة.
  • ولكلّ إجراءٍ مبكر يتمّ اختياره، ينبغي أن يشتمل بروتوكول العمل المُبكر على نظريّة تغييرٍ وأن يبرهن ملاءمة الإجراء المتّخذ للحدّ من خطرٍ معيّن.

  • يتمّ تقديم بيانات تظهر أنّ حدثًا بحجم/قوّة الحدث الذي تقوم عليه المحفّزات قد سبّب أثرًا إنسانيًا كارثيًا في المنطقة في الماضي.
  • هذا وتقوم المحفّزات على مزيجٍ من تحليل عوامل الخطر والتنبّؤ، وفقًا للخطوات المبيّنة في منهجية المحفّزات الحائزة على الموافقة.
  • كما وثمّة خارطةٌ أو منهجيةٌ واضحة تساعد الجمعية الوطنية على تحديد المجالات التي تستوجب العمل، بناءً على مزيجٍ من نقاط الضعف ومدى التعرّض والتنبّؤ، عند تفعيل بروتوكول العمل المُبكر وفقًا لنموذج المحفزات.

  • ويعالج بروتوكول العمل المُبكر الأحداث المتطرفة التي تبلغ فترة تكررها 5 سنواتٍ على الأقلّ.

  • وفي الحالات المثلى، ينبغي أن يصل البروتوكول إلى 1000 أسرةٍ كحدٍّ أدنى في حال طلب الحصول على 250 ألف فرنك سويسري أو إلى 2000 أسرةٍ على الأقلّ في حال طلب الحصول على 350 ألف فرنك سويسري.

تخصيص 40% كحدٍّ أقصى للتخزين المسبق للميزانية بما يغطّي كافّة التكاليف تخصيص 25% من الميزانية كحدٍّ أقصى لأنشطة الاستعداد. التخزين (في حال تعليله). التفعيل.
الخطوة الأولى: استكمال تحليل المخاطر وتحديد الأخطار

بناءً على نتائج دراسة الجدوى (أنظر الفصل 1: الالتزام بالتمويل القائم على التنبؤ وتقييم الجدوى)، ينبغي عليكم إجراء تحليل للمخاطر. ومن أجل تكوين فهمٍ معمّق للخطر، ينبغي إجراء تحليلٍ موسّع للآثار المترّتبة على الأحداث المتطرفة السابقة، فضلًا عن البيانات المتوفرّة حول نقاط الضعف ومدى التعرّض. وبعد استكمال تحليل المخاطر والآثار السابقة، ستتضّح ملامح الأخطار ذات الأولوية في التمويل القائم على التنبؤ في البلاد.

للمزيد من المعلومات حول تحليل المخاطر، أنظر الفصل 4.1: تحديد المحفّزات (لا سيّما الخطوات 1 إلى 5). ويقدّم الفصل 4.2: اختيار الإجراءات المبكرة نصائح بشأن كيفية جمع البيانات حول الآثار السابقة.

الخطوة الثانية: تحديد التنبؤات المتاحة

بعد تحديد الأخطار، ينبغي التحقّق من قابلية توقّعها بدقّة من خلال سبل التنبّؤ المتاحة. فقد يخلّف بعض الأخطار أثرًا هائلًا على الفئات السكانية الضعيفة، ولكنّها تبقى غير قابلة للتنبؤ بما يكفي من الدقة. خلافًا لذلك، قد تتوفّر بعض التنبؤات العالية الدقة، ولكن ضمن مهلةٍ تتراوح بين 12 و24 ساعة، وهي فترةٌ غير كافية لتنفيذ أيّ إجراءاتٍ مبكرة، في ما عدا الإنذار والإخلاء. وفي هذه الحالات، ينبغي تحديد ما إذا كانت التنبؤات قابلةً للتحسين.

يفسّر الفصل 4.1: تحديد المحفّزات كيفية تحليل التنبؤات المتوفرة وإعداد قائمةٍ بالتنبؤات.

الخطوة الثالثة: تحديد مستوى الأثر

في حين تستطيع التنبؤات الجيدة إطلاعكم على كميّة المطر وتوقيت هطوله، في التمويل القائم على التنبؤ، قد يتعيّن علينا تحديد كميّة المطر التي من شأنها أن تسبّب فيضانًا، إلى جانب مستوى الفيضان الذي سبّب أثرًا وخيمًا في الماضي. فمن شأن التمويل القائم على التنبؤ أن يحدّ من الآثار المترتّبة عن أحداث متطرفة ذات قوّةٍ أو حجمٍ تطلّبا مساعدةً إنسانية في الماضي. وبحسب التحليل المفصّل للمخاطر المرتبطة بالأخطار ذات الصلة وآثار الأحداث السابقة والبيانات المتوفّرة حول مستوى الضعف، يجري تحديد “مستويات الأثر” لمنطقةٍ معيّنة. مثلًا: سبّبت كميّة المطر الهاطل في خلال 3 أيّام دمارًا هائلُا في المنازل في الماضي. عندما يشير التنبّؤ المختار إلى أنّ الوصول إلى مستوى الأثر بات وشيكًا، يتمّ تفعيل بروتوكول العمل المُبكر.

يتمّ تطوير المحفّزات وفقًا لنهج التنبؤ القائم على الآثار. ويحدّد الفصل 4.1: تحديد المحفّزات الخطوات الضرورية الواجب على الجمعية الوطنية اتخاذها من أجل تحديد مستوى الأثر لديها وتحديد المحفّزات.

الخطوة الرابعة: اختيار الإجراءات المبكرة

يهدف التمويل القائم على التنبؤ إلى الحدّ من المعاناة والخسائر، من خلال مساعدة الفئات السكانية الضعيفة على حماية أنفسها وسبل عيشها قبل وقوع حدثٍ متطرّف. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، من بالغ الأهميّة اختيار الإجراءات المبكرة ذات القدرة الأكبر على الحدّ من الآثار المحدّدة. وعليه، يشكّل اختيار الإجراءات المبكرة الفعّالة أحد الجوانب الأشدّ صعوبةً في إعداد بروتوكول الإنذار المبكر. فلا يكفي أن تكون هذه الإجراءات قادرةً على الأرجح على الحدّ من الآثار السلبية المترتّبة عن الحدث المتطرّف، بل ينبغي أن تكون أيضًا قابلةً للتنفيذ ضمن المهلة الزمنية القصيرة التي يوفّرها التنبؤ، وبالقدرات والموارد المتوفرة لدى الجمعية الوطنية. وبما أنّ التمويل القائم على التنبؤ يسري على الآثار الأكثر حدةً بحسب التنبؤات، ينبغي أن تكون الإجراءات بدورها ملائمةً للمناطق والمجتمعات المحليّة المختلفة.

يقدّم الفصل 4.2: اختيار الإجراءات المبكرة نصائح حول كيفية تحديد الإجراءات المبكرة واختيارها وترتيبها بحسب الأولوية. هذا وينبغي النظر في تقديم المساعدة النقدية وبالقسائم (CVA) كإجراءٍ مبكر حينما أمكن، كونها تتميّز بالكثير من الإيجابيات؛ فتساهم المساعدة النقدية في تعزيز مرونة الأسر في حماية أنفسها وسبل عيشها، كما وفي تبسيط الترتيبات اللوجستية لتنفيذ الإجراءات المبكرة (مثلًا: عبر الحدّ من الحاجة إلى تخزين الأعيان بشكلٍ مسبق ونقلها). للمزيد من المعلومات، انظر الفصل 4.2.1: الإجراءات المبكرة القائمة على النقد.

أمّا في البلدان ذات أنظمة الحماية الاجتماعية الجيّدة، فقد يشكّل دمج الإجراءات المبكرة القائمة على المساعدة النقدية وبالقسائم الوسيلة المثلى لمساعدة الفئات السكانية المعرّضة للخطر، قبل وقوع الحدث. وللحصول على توجيهات حول كيفية تحقيق ذلك، انظر الفصل 4.2.2: ربط الإجراءات المبكرة بالحماية الاجتماعية.

الخطوة الخامسة: الشروع في عمليّة الإعداد

بعد تحديد المحفّز والإجراءات المبكرة، بوصفها العناصر الرئيسية لبروتوكول العمل المُبكر، يمكنكم الشروع في عمليّة إعداد بروتوكول العمل المُبكر الخاص بكم.

ويشكّل هذا الأخير خطّة العمل الشاملة الواجب تفعيلها. ومن شأن العناصر التالية أن تضمن جهوزيّة الجمعية الوطنية لتفعيل ورصد الإجراءات المبكرة، عند الوصول إلى مستوى المحفّز. وإلى جانب تحليل المخاطر، وقائمة التنبؤات، ونموذج المحفّز والإجراءات المبكرة، ينبغي أن يشمل بروتوكول العمل المُبكر العناصر التالية، للسماح لجميع المنخرطين في العمل بمعرفة الإجراءات المتّخذة وموقعها وتوقيتها والجهات المنفّذة لها.

تتمثّل إحدى أولويّات العمل في جمع الأدلّة حول تأثير أنظمة التمويل القائم على التنبؤ. لذلك، ينبغي أن يشمل بروتوكول العمل المبكر خطةً للرصد والتقييم، وذلك من أجل 1) تقييم تأثير الإجراءات المبكرة والحدث المتطرّف بعد كلّ تفعيلٍ للبروتوكول؛ 2) تحديد ما إذا كانت جميع الأنشطة قد نُفّذت وفقًا للخطّة وتوثيق آلية تنفيذ الإجراءات المبكرة؛ و3) استقاء الدروس من هذه العمليّة لتحسين النظام في المستقبل.

يقدّم الفصل 4.3: تصميم خطّة الرصد والتقييم نصائح حول كيفية إعداد الخطة المذكورة والأدوات المتوفّرة لذلك.

يتمثّل أحد الأهداف الرئيسية لبروتوكول العمل المُبكر في تحديد كافّة الخطوات والأدوار والمسؤوليات بشكلٍ واضح، في سياق تفعيل البروتوكول. لذلك، ينبغي إعداد خارطةٍ لعمليّة التنفيذ أو خطّة تفعيلٍ تحدّد كافة الأنشطة المطلوبة من لحظة الوصول إلى مستوى المحّفّز (اليوم الأوّل)، وصولًا إلى استكمال مسوحات ما بعد الأثر (اليوم X)، وذلك مع تحديد المسؤوليات والجداول الزمنية الواضحة. وينبغي أخذ كلٍّ خطوة من عمليّة التفعيل في الاعتبار، سواء على مستوى نشر الموظفين/المتطوعين أو النقل أو التوزيع أو تقييمات ما بعد الأثر. في الحالات المثلى، وبالنسبة لمعظم الخطوات والأنشطة، لا يقتصر الأمر على الخطة “أ”، بل ينبغي إعداد خطة “ب” أو حتى خطة “ج”، وذلك للاستعداد لسيناريوهات على غرار ظروف الطقس المتردّية بشكلٍ سريع والقدرة المحدودة على الوصول.

وبهدف الحرص على إدراك جميع المعنيّين لمهامهم، يُفضّل توزيع الخطة أو خارطة عمليّة التنفيذ على نطاق واسع، إلى جانب تصميم مواد تدريبية مخصّصة للموظفين والمتطوعين، على غرار “بروتوكول العمل المبكر – نسخة الجيب”. للاطّلاع على مثال بروتوكول العمل المبكر – نسخة الجيب الخاص بقسم التمويل القائم على التنبؤ في أمريكا اللاتينية، اضغطوا هنا.

انظر أيضًا الفصل 3: تحضير الجمعية الوطنية للتمويل القائم على التنبؤ.

بالنسبة لمحفّزات التنبؤ ذات المهل التي تتعدّى ثلاثة أيّام، ينبغي أن يشمل بروتوكول العمل المُبكر آلية إيقاف. ويعني ذلك أنّه في حال بروز تنبؤٍ لاحق، قبل بدء تنفيذ الأنشطة المرتبطة بالإجراءات المبكرة، يفيد بأنّ الحدث لم يعد محتملًا، أو بأنّه سيقع بقوّةٍ أقلّ أو في موقعٍ مختلف، ينبغي وقف العمل بالبروتوكول لتجنّب استخدام المزيد من الموارد والحدّ من المخاطر المضرّة بالسمعة والمترتّبة عن توزيع المساعدة في موقعٍ لم يعد بحاجةٍ إليها.

فعلى سبيل المثال، إذا ما أشار التنبؤ البالغة مدّته 6 أيّام في اليوم الأوّل من التفعيل إلى وجودٍ خطرٍ كبير بهطول أمطارٍ غزيرة، يؤدّي ذلك إلى تفعيل بروتوكول العمل المُبكر. غير أنّ تنبؤًا محدثًا نُشر في اليوم الثالث يشير إلى انخفاض مستوى هذا الخطر بشكلٍ كبير، بحيث لن يتمّ الوصول إلى مستوى التحفيز. وعليه، إذا كان من المخطّط البدء بتوزيع المساعدات في اليوم الرابع، ينبغي الامتناع عن تفعيل هذه الخطة. وبالتالي، لا يتمّ توزيع الأعيان التي يتمّ شراؤها تحضيرًا لاحتمال الوصول إلى مستوى التحفيز بفضل آليّة الإيقاف، بل يتمّ تخزينها في مستودعٍ لحالات التحفيز المستقبلية.

أمّا بالنسبة لمحفّزات التنبؤ ذات المهل التي تقّل عن 3 أيام، ينبغي أن يتناول البروتوكول ما قد تقوم به الجمعية الوطنية، في حال تغيّرت شدّة الخطر أو موقعه خلال الأيام الثلاثة الأخيرة قبل وقوع الحدث. هذا وينبغي تضمين آلية الإيقاف في خطة التفعيل/خارطة عمليّة التنفيذ.

نظرًا لمحدودية المهلة الزمنية المتاحة لتنفيذ الإجراءات المبكرة، يُعتبر التواصل الكفؤ والملائم عنصرًا جوهريًا. وعليه، يحدّد بروتوكول أو خطة التواصل الأشخاص المعنيين بالتواصل، إلى جانب الجهات التي يتواصلون معها، وموضوع التواصل وتوقيته (بما في ذلك رصد التنبؤات وتفعيل المحفّزات وتحرير الأموال ورسائل الإنذار وتنفيذ الإجراءات المبكرة والرصد عن طريق التقييم وتحليل الدروس المستقاة من التدخّل). وقد يشكّل ذلك أيضًا جزءًا من خطّة التفعيل.

غالبًا ما يشكّل توزيع مواد الإغاثة أو المساعدة النقدية أو بالقسائم للأسر المعرّضة للخطر أحد العناصر الرئيسية للإجراءات المبكرة. ولكن نظرًا إلى المهلة الزمنية القصيرة في حالة الكثير من الأخطار، ينبغي التخطيط لأنشطة التوزيع ذات الصلة بشكلٍ مسبق.

ويتعيّن على خطة التوزيع أن تجيب على الأسئلة التالية بوضوح:

  • ما هي المعايير المعتمدة لاختيار الأسر المستهدفة؟
  • بكَمْ وبمَن من الموظفين/المتطوعين سنستعين؟
  • كيف سيتمّ إشراك السلطات المحلية والمجموعات المُجتمعية في عمليّتي اختيار الأسر والتوزيع؟
  • من سيتولّى تسجيل الأسر المستهدفة وبأيّ أدوات (مثلًا: الاستمارات الورقية أو الأنظمة الرقمية)؟
  • ما هي المعلومات المطلوبة عن الأشخاص الحاصلين على الخدمات (التوقيع، الاسم، العمر، إلخ.)؟

هذا ويجوز تضمين خطّة التوزيع في خطة التفعيل.

ينبغي على جميع أنشطة جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر أن تضمن سلامة جميع الموظفين والمتطوعين وألا ترتّب أيّ مخاطر على المجتمعات المحليّة والفئات السكانية الضعيفة. وعليه، ينبغي إعداد خطةٍ أمنية تعالج المخاطر المحدّدة وتفصّل تدابير الحماية، فضلًا عن أدوار الجهات المعنية المختلفة ومسؤولياتها. ففي بعض البلدان، قد تتّسم الظروف الأمنية بالهشاشة حتى قبل بروز ظروف طقسٍ متطرّفة. وعليه، ينبغي إبقاء الكثير من الاعتبارات في الحسبان. فعلى سبيل المثال، وعلى مستوى التوزيع، قد تشير الأحداث الماضية الأخرى إلى تصاعد وتيرة الأحداث الأمنية لمجرّد التحذير من وقوع حادثةٍ متطرّفة. وعليه، ينبغي أخذ هذه العوامل في الاعتبار.

من أجل ضمان الموافقة على تمويل بروتوكول العمل المبكر، ينبغي على ميزانية البروتوكول أن تغطّي جميع التكاليف المرتبطة بالتفعيل، فضلًا عن تكاليف الاستعداد والتخزين المسبق. وبحسب قسم العمل القائم على التنبؤ التابع لصندوق الطوارئ للإغاثة في حالات الكوارث، لا يجوز أن تشمل الميزانية تكاليف إعداد بروتوكول العمل المبكر ونظام التمويل القائم على التنبؤ في البلد (مثلًا: التدريبات الأولية للمتطوّعين، إلخ.)، إذ ينبغي تمويل هذه العملية من مصادر مختلفة ذات تمويلٍ طويل الأمد. هذا ويخصّص قسم العمل القائم على التنبؤ التابع لصندوق الطوارئ للإغاثة في حالات الكوارث 250 ألف فرنك سويسري كحدٍّ أقصى لبروتوكولات العمل المُبكر.

تكاليف الجهوزيّة: تغطية التكاليف المرتبطة بصيانة نظام التمويل القائم على التنبؤ في البلاد بعد إنشائه وتطوير بروتوكول العمل المُبكر. ويعني ذلك التكاليف المطلوبة للحرص على “جهوزية” الجمعية الوطنية لتنفيذ بروتوكول العمل المُبكر في أيّ وقتٍ من دورة حياته البالغة 5 سنوات. وقد يشمل ذلك على سبيل المثال تكاليف التدريبات التذكيرية وتكاليف المستودعات وتكاليف الموظفين، وذلك من أجل الحفاظ على جهوزية النظام وتحديث البيانات. وتُحدّد تكاليف الاستعداد بنسبة 25% من ميزانية البروتوكول الشاملة طوال دورة حياته.

تكاليف التخزين المسبق: بهدف الحرص على جدوى التوزيع السريع للأعيان، ضمن المهلة الزمنية المحدودة التي تفصل التنبؤ عن وقوع الحدث، قد يتوجّب تخزين السلع بشكلٍ مسبق. وينبغي لهذه السلع أن تتمتّع بفترة صلاحيةٍ توازي دورة حياة بروتوكول العمل المبكر على الأقلّ، على أن تتمّ تغطية النقص فيها فقط بعد التفعيل. ويتولّى قسم العمل القائم على التنبؤ التابع لصندوق الطوارئ للإغاثة في حالات الكوارث تغطية هذه التكاليف بنسبة 40% من ميزانية البروتوكول كحدٍّ أقصى.

هذا وتغطّي تكاليف الإجراءات المبكرة من جهتها جميع المصروفات المرتبطة بتفعيل بروتوكول العمل المُبكر، بعد الوصول إلى مستوى التحفيز. وقد يشمل ذلك تحديد الفئات السكانية المستهدفة؛ والمساعدة النقدية وبالقسائم؛ وتوزيع الأعيان و/أو النقد؛ وتوفير الخدمات؛ ونشر المتطوعين والموظفين؛ وإعداد التقارير والرصد والتقييم، على غرار رصد التنفيذ؛ وجمع البيانات حول مسح الأثر وتحليلها.

للمزيد من المعلومات حول معايير الميزانية التي يشترطها قسم العمل القائم على التنبؤ التابع لصندوق الطوارئ للإغاثة في حالات الكوارث، انظر الفصل 5: الموافقة والتمويل.

الخطوة السادسة: التحفيز

بعد الانتهاء من إعداد بروتوكول العمل المُبكر، ينبغي اختباره للحرص على قابلية تنفيذ الإجراءات المبكرة المحدّدة ضمن المهلة المتوقّعة، فضلًا عن وضوح الأدوار المسؤوليات في حال التفعيل. وتُعتبر عمليّات المحاكاة والتمارين الميدانية ضروريةً لاختبار فعالية الخطط والبروتوكولات والمبادئ التوجيهية، فضلًا عن قدرة الأشخاص المعنيين على تنفيذ الإجراءات المبكرة. وبناءً على الدروس المستقاة من المحاكاة والاختبارات، يمكن تكييف مسودّة بروتوكول العمل المُبكر قبل تقديمه لقسم العمل القائم على التنبؤ التابع لصندوق الطوارئ للإغاثة في حالات الكوارث للموافقة.

ويشرح الفصل 4.4: المحاكاة التمارين الميدانية وأنشطة المحاكاة، فضلًا عن تطبيق بروتوكولات العمل المُبكر الخاصة بالتمويل القائم على التنبؤ، كما والخطوات اللازمة لتنفيذها.

الخطوة السابعة: الموافقة والتمويل

ينبغي الحرص على ألّا تحتاج الجمعيات الوطنية إلى أيّ موافقاتٍ إضافية لكيّ تتمّكن من العمل عند الوصول إلى مستوى التحفيز. فيتعيّن على قادة الجمعية الوطنية المعنية أن يوافقوا على بروتوكول العمل المُبكر، كمل وأن يحظى الأخير بالموافقة السابقة من قبل جميع الجهات المعنية. وينبغي كذلك أن يحظى بروتوكول العمل المُبكر بموافقة أصحاب المصلحة الآخرين على غرار خدمات الهيدرولوجيا والأرصاد الجوّية الوطنية وسلطات إدارة مخاطر الكوارث. وإذا كان قد تمّ إنشاء مجموعات عملٍ تقنية للتمويل القائم على التنبؤ، فينبغي على أعضائها أن يصادقوا أيضًا على النسخة النهائية لبروتوكول العمل المُبكر قبل تقديمها.

وينبغي بعد ذلك رفع كلّ بروتوكول للعمل المُبكر إلى الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر للمراجعة. وتقوم إدارات الاتحاد الدولي والمستعرضين الموسّعين ولجنة التحقّق (وهي هيئةٌ من العاملين في مجال التمويل القائم على التنبؤ والعلماء الذين سيتولّون استعراض البروتوكول بناءً على المعايير الخاصة ببروتوكول العمل المُبكر) بتقييم بروتوكولات العمل المبكر الجديدة المرفوعة إليها للموافقة. وعليه، وقبل تقديم البروتوكول للمراجعة، تحقّقوا ممّا إذا كان يستوفي معايير الجودة ويجيب عن جميع الشروط في النموذج، واحرصوا على أن تكون الميزانية مُعدَّة بالصيغة المناسبة.

تجدر الإشارة إلى أنّ عملية الموافقة قد تستغرق 30 يومًا على الأقلّ. وبعد التحقّق، سيستغرق الأمر مزيدًا من الوقت لاستكمال تخصيص الأموال وإبرام الاتفاقات اللازمة. لذلك، يُنصح بتقديم مسودّة البروتوكول قبل بداية موسم الخطر المختار.

انظر الفصل 5: الموافقة والتمويل للحصول على المشورة بشأن تقديم بروتوكول العمل المُبكر إلى قسم العمل القائم على التنبؤ التابع لصندوق الطوارئ للإغاثة في حالات الكوارث، فضلًا عن الروابط الخاصة بالمعايير والاستمارات والنماذج ذي الصلة.

الخطوة الثامنة: رصد التنبؤات والاستعداد للتفعيل

بعد حصول بروتوكول العمل المُبكر الخاص بكم على الموافقة وإبرام جميع الاتفاقات المطلوبة، تأكّدوا من أنّكم جاهزون للتفعيل. قوموا بتخزين الأعيان اللازمة للتوزيع بشكلٍ مسبق وبإجراء التدريبات اللازمة، واحرصوا على إتمام جميع الترتيبات المالية واللوجستية وتوضيح الأدوار والمسؤوليات.

بعد الانتهاء من التحضير، يبقى عليكم رصد التنبؤات. فينبغي تحديد الجهة المعنية بإعطاء أمر البدء بالتفعيل بوضوح. وفي الحالات المثلى، يُستعان بنظامٍ لرصد التنبؤات بشكلٍ تلقائي ويتمّ بعث برسالةٍ تلقائية لتحذير الجهات المعنية فور وصول الخطر إلى مستوى التحفيز. وفي غياب هكذا نظام، ينبغي تحديد الجهة المسؤولة عن رصد التنبؤ وإبلاغ جميع الجهات المعنية بوصوله إلى مستوى التحفيز.

للمزيد من المعلومات حول عمليّة التفعيل، انظر الفصل 6: التفعيل والرصد التقييم.

الخطوة التاسعة: المراجعة/إعادة التقديم

بعد تفعيل الجمعية الوطنية للإجراءات المبكرة القائمة على التنبؤ ضمن بروتوكول العمل المُبكر الخاص بها، تستطيع إعادة تقديم نسخةٍ منقّحة عن البروتوكول لإعادة التحقّق منها. وينبغي على النسخة المنقّحة هذه أن تشمل الدروس المستقاة من تفعيل البروتوكول. هذا وتتبع عمليّة إعادة التحقّق إجراءات الموافقة عينها، حيث قد تصل مدّة الاستعراض إلى 30 يومًا.

تكييف بروتوكول العمل المُبكر بحسب الجمهور المستهدف عند إعداد مواد التدريب

يشكّل بروتوكول العمل المُبكر المرفوع إلى قسم العمل القائم على التنبؤ وثيقةً شاملة. يوصى بأن تقوموا بتكييف بروتوكول العمل المُبكر الخاص بكم مع احتياجات المجموعات المستهدفة ضمن مواد التدريب على التمويل القائم على التنبؤ الخاصة بجمعيتكم الوطنية، على غرار تقديم معلومات رئيسية بشأن الإجراءات المتّخذة ومكان تنفيذها والجهة المعنية بذلك، في وثائق أو عروض “باوربوينت” مبسّطة وقصيرة يمكن تشاركها مع المتطوعين والموظفين.

على سبيل المثال، قام فريق التمويل القائم على التنبؤ في البيرو بتطوير نسخة جيبٍ عن بروتوكول العمل المُبكر تمّ توزيعها على المتطوعين والموظفين، حرصًا على إدراكهم لمهامهم، فضلًا عن توقيت ومكان وكيفية تنفيذها.