2. إشراك الجهات المعنيّة في التمويل القائم على التنبّؤ

summary

إنَّ الدعوة والتواصل ضروريان لإقامة شراكات متوازنة تضطلع فيها الحكومات والجمعيات الوطنية المعنيّة بمسؤولياتٍ واضحة ومتبادلة. تشكّل الدعوة أداةً أساسية للتواصل مع صانعي القرار والجهات المانحة وصانعي السياسات، تمامًا كما يحصل في الكثير من مشاريع وبرامج الصليب الأحمر والهلال الأحمر. تحتلّ الجمعيات الوطنية، بصفتها رائدة في تنفيذ مشاريع التمويل القائم على التنبّؤ، مكانةً تخوّلها قيادة جهود الدعوة وتصميم برامج التمويل القائم على التنبّؤ بما يتناسب مع سياقات إدارة مخاطر الكوارث الوطنية ودون الوطنية، بالتعاون الوثيق مع الوكالات الحكومية وغيرها من الجهات المعنيّة.

تلعب الحكومة دورًا أساسيًا في توفير بيئة مؤاتية للتمويل القائم على التنبّؤ من خلال صياغة السياسات، والخبرة التقنية، والبيانات، وتوفير الموارد اللازمة لإعداد الإجراءات المُبكرة وتنفيذها، وتحسين خدمات الأرصاد الجوّية، وتبادل البيانات المتعلّقة بالمخاطر، وتوفير بيئات ملائمة للتعاون بين مختلف القطاعات.

تعتمد الجمعيات الوطنية (انطلاقًا من صفتها كهيئات مُساعِدة) على الحكومات لتهيئة بيئة مؤاتية لإدارة مخاطر الكوارث من أجل تنفيذ خدماتها، وتعتمد الحكومات من جهة أخرى على الجمعيات الوطنية لتوفير الدعم الفعّال وسدّ الثغرات في احتياجات التأهّب والاستجابة.

في بلدان كثيرة، يرتبط تفعيل بروتوكولات العمل المُبكر وتطبيق الإجراءات المُبكرة عند التنبّؤ بظاهرة قصوى بالحصول على إذنٍ من الحكومة وموافقتها على هذه الإجراءات. ومن الضروري إذًا أن تُشارِك السلطات الحكومية، من المستوى المحلّي وحتّى المستوى الوطني، في تنفيذ برنامج التمويل القائم على التنبّؤ وإعداد بروتوكول العمل المُبكر الخاصّ بالجمعية الوطنية.

وإلى جانب مشاركة الحكومة في وضع وتنفيذ بروتوكولات العمل المُبكر الخاصّة بجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، تُعَدّ دعوة الحكومة إلى التصرّف أمرًا أساسيًا أيضًا في إطار الجهود الرامية إلى توسيع نطاق التمويل القائم على التنبّؤ وضمان استدامته. يشكّل إدماج التمويل القائم على التنبّؤ أو النُهُج المماثلة ضمن النُظُم الوطنية لإدارة مخاطر الكوارث الطريقةَ الفضلى لضمان استدامة التمويل القائم على التنبّؤ على الصعيد الوطني، والحصول على التغطية اللازمة لبلوغ شرائح واسعة من السكّان المعرّضين للخطر. إنَّ دعوة الحكومات إلى اعتماد التمويل القائم على التنبّؤ تسعى في معظم المشاريع إلى تحقيق هذا الهدف الطويل الأمد، وقد أُحرِزَ تقدُّمٌ هامّ في هذا الاتّجاه في بعض البلدان مثل الفلبين. يتمثّل دور الحكومات ومسؤوليتها في حماية مواطنيها من آثار الكوارث من خلال التكيّف مع تغيّر المناخ والحدّ من مخاطر الكوارث والتأهّب والاستجابة لحالات الطوارئ والتعافي. يقدّم إطار سنداي وأهداف التنمية المستدامة واتّفاق باريس الأُطُر السياسية، وتشكّل جميعها فرصةً للدعوة إلى إدماج التمويل القائم على التنبّؤ ضمن هيكليات إدارة مخاطر الكوارث الحكومية، ولا سيّما أنَّ عددًا كبيرًا من الحكومات يُعيد حاليًا النظر في القوانين لتتلاءم مع هذه الأُطُر.

خلال السنوات الماضية، وسّع الشركاء/المانحون في المجال الإنساني والإنمائي نطاقَ دعمهم ومشاركتهم في التمويل القائم على التنبّؤ، ويوفّر ذلك حوافز إضافية للحكومات للمشاركة. إنَّ إنشاء المنصّة المعنيّة بالتوقّع وشراكة العمل المُبكر المبني على المخاطر وفريق العمل المعني بالإجراءات المُبكرة، فضلًا عن المبادرات على غرار مبادرة المخاطر المناخية ونُظُم الإنذار المُبكر التابعة للمنظّمة العالمية للأرصاد الجوّية؛ كلّها خطواتٌ تدعم الحكومات من خلال تسهيل الاستثمارات وتبادل المعرفة والتجارب وتقديم المشورة التقنية.

قد تضطلع الحكومات أيضًا بدور تنسيقي هامّ، ولا سيّما في البلدان حيث تُنفِّذ جهات متعدّدة التمويل القائم على التنبّؤ أو نُهُجًا استباقية مماثلة (المنظّمات غير الحكومية، الأمم المتّحدة، الصليب الأحمر والهلال الأحمر). والعكس صحيح، إذ من المهمّ جدًا تنسيق الجهود الرامية إلى إشراك الحكومة في التمويل القائم على التنبّؤ أو العمل الاستباقي التي تبذلها مختلف الجهات المُنفِّذة، وينبغي الحرص أيضًا على تناسق الرسائل الرئيسية.

يقدّم هذا الفصل توجيهات حول كيفية إشراك المؤسّسات الحكومية ذات الصلة في تطوير نظام التمويل القائم على التنبّؤ. وتجدر الإشارة إلى أنَّ تطبيق الخطوات

المقترحة في ما يلي لا يتبع تسلسلًا معيّنًا، وقد يُطبَّق عددٌ منها في آنٍ واحد، وفقًا للسياق. لا ينحصر التواصل مع الحكومة ضمن طريقة واحدة محدّدة. تشمل القائمة الواردة أدناه خطوات مشتركة اتّخذتها الجمعيات الوطنية النافذة لإلزام الحكومة وحشدها وإشراكها في دعم برامج التمويل القائم على التنبّؤ. تعرف كلّ جمعية وطنية سياق عملها أفضل من غيرها، ويتعيّن عليها بالتالي تصميم هذه الخطوات بموجب ما يقتضيه هذا السياق.

الخطوة 1: إعداد استراتيجية الدعوة

قبل التواصل مع الحكومة، ينبغي على الجمعيات الوطنية تحديد نطاق القضايا القائمة، وكيف يمكن ربط التمويل القائم على التنبّؤ بالنظام الوطني لإدارة مخاطر الكوارث. ومن شأن أدوات بناء القدرات، من مثال التأهّب لاستجابة فعّالة، أن تُساعِد في التحضير ودراسة السياسة الحالية للإنذار المُبكر/العمل المُبكر والاستجابة، فضلًا عن آليات التنسيق بين الجمعية الوطنية والحكومة. ومن الضروري الاستناد إلى الدعوات السابقة بشأن نُظُم الإنذار المُبكر المجتمعية وبروتوكولات الإنذار المشتركة ونُظُم الإنذار على المستوى الوطني وغيرها، لوضع استراتيجية فعّالة للدعوة إلى التمويل القائم على التنبّؤ.

الخطوة 2: إشراك الحكومة في دراسة الإمكانية ونشر النتائج

يشكّل إشراك الحكومة في دراسة الإمكانية جزءًا لا يتجزّأ من عملية تحديد السياسات الحالية والمخطّط لها، وأولويات الحكومة، وحالة نُظُم الإنذار المُبكر، بالإضافة إلى المبادرات الحالية. ويوفّر ذلك معلومات هامّة حول قدرة الوكالات الحكومية ذات الصلة على المساهمة في تطوير التمويل القائم على التنبّؤ في البلد.

ويمكن حشد السلطات ذات الصلة من خلال الجمع بين دراسة الإمكانية والتعريف بمفهوم التمويل القائم على التنبّؤ (يُقصَد بالسلطات: إدارة مخاطر الكوارث وخدمات الهيدرولوجيا والأرصاد الجوّية الوطنية على سبيل المثال) وتفسير كيف يمكن للتمويل القائم على التنبّؤ أن يسدّ الثغرات القائمة بين التأهّب والاستجابة.

ينبغي تقديم دراسة الإمكانية بعد إنجازها إلى الحكومة وتحديد السياسات والبرامج والخطط التكميلية والثغرات والفُرَص، مع خارطة طريق للخطوات المقبلة إذا أمكن.

استخدام الأدلّة لتعزيز نُظُم الإنذار المُبكر الوطنية من خلال التمويل القائم على التنبّؤ

أُحيلت نتائج دراسة الإمكانية التي أُجريت في أوغندا إلى السلطات الحكومية على الصعيد الوطني للتحقُّق من الخطوات التنفيذية التالية والموافقة عليها. وشكَّلَ ذلك خطوةً مهمّة إذ أشارت الحوارات اللاحقة مع مكتب رئيس الوزراء بانتظام إلى نتائج دراسة الإمكانية. وأشارت الدراسة بشكل خاصّ إلى افتقار أوغندا إلى نظام إنذار مُبكر وطني وإلى نموذج لتوقّع الفيضانات. ومثَّلَ ذلك فرصة سانحة لإشراك الحكومة في إعداد برنامج تمويل قائم على التوقّع وإدراجه في المركز الوطني للطوارئ والتنسيق.

ما هي أفضل طريقة لإشراك الحكومة؟

“يتوقّف ذلك على سياق عمل الجمعية الوطنية، وهي تعرفه أفضل من أيّ جهة أخرى. في أوغندا وملاوي، عقدنا اجتماعات متعدّدة حول مائدة الفطور وخُصِّص لكلّ منها جدول أعمال لكلّ جلسة.”

إيرين أمورون، مستشارة تقنية، مركز الصليب الأحمر والهلال الأحمر المعني بالمناخ

الخطوة 3: الإقناع بجدوى التمويل القائم على التنبّؤ وأهميته

من أجل إثارة اهتمام الحكومة وضمان مشاركتها على المدى الطويل، لا بدّ من اقتناع الجهات الفاعلة الرئيسية بالنهج. تختلف النُهُج المعتمدة، كما يرد أدناه، للإقناع بالتمويل القائم على التنبّؤ، وتُستخدَم هذه النُهُج وفقًا للسياق. من الضروري تحقيق التوازن المناسب بين إثارة “الحماس” تجاه النهج الجديد والمبتكر وعدم توليد توقّعات لا يمكن تحقيقها.

الترويج لمفهوم التمويل القائم على التنبّؤ باعتباره عنصرًا مكمّلًا لإجراءات الإنذار المُبكر/العمل المُبكر والحدّ من مخاطر الكوارث الحالية

تشمل طرق الإقناع بالتمويل القائم على التنبّؤ تسليط الضوء على دوره كمكمّل ومعزّز لإطار عمل إدارة مخاطر الكوارث الحالي. ينبغي أن يندرج التمويل القائم على التنبّؤ ضمن الجهود القائمة، لا أن يؤدّي إلى إعداد مبادرات موازية.

إنَّ الحماس المحيط بالتمويل القائم على التنبّؤ بصفته “الحلّ المبتكر الجديد” قد يُثير المخاوف لدى بعض الحكومات من تقويض عملها القائم في مجال الحدّ من مخاطر الكوارث والإنذار المُبكر/العمل المُبكر. لذلك، ينبغي التوضيح في المراسلات أنَّ التمويل القائم على التنبّؤ لا يحلّ محلّ مفهوم الحدّ من مخاطر الكوارث، إذ يُعتبر الحدّ من مخاطر الكوارث على المدى الطويل محوريًا للحدّ من المخاطر والحماية والتكيّف. ولكنْ للأسف، لم تُنفَّذ بعد برامج الحدّ من مخاطر الكوارث في بعض المجتمعات، أو نُفِّذَت فيها جزئيًا ليس إلّا، ولن تنجح التدابير التخفيفية والوقائية الطويلة الأمد في الحدّ من كلّ المخاطر. وهنا تبرز أهمية التمويل القائم على التنبّؤ لإدارة المخاطر المتبقّية. من الضروري إدارة التوقّعات المتعلّقة بالدور الذي قد يلعبه التمويل القائم على التنبّؤ. بالإضافة إلى ذلك، يجب التشديد على أنَّ هذا التمويل يندرج ضمن إطار عمل إدارة مخاطر الكوارث مع إرشادات واضحة حول المجالات المناسبة لاستخدامه. يندرج التمويل القائم على التنبّؤ ضمن مرحلة الإجراءات المُبكرة.

مقتبس من TorqAidThe Disaster Risk Management Cycle”، (2014)

إثبات فعّالية التمويل القائم على التنبّؤ

تتعدّد طرق إظهار فعّالية التمويل القائم على التنبّؤ وإثبات قيمته المُضافة. يمكن استخدام وجهات نظر مختلفة مع حجّة رئيسية مفادُها أنَّ التمويل القائم على التنبّؤ يساعد الحكومة على حماية السكّان الضعفاء من الخسائر والمعاناة. بشكل عام، ساهمَ تبادل الخبرات الإقليمية في مجال التمويل القائم على التنبّؤ في البلدان التجريبية حول العالم في زيادة اهتمام المعنيّين في هذا التمويل.

  • المساهمة في خطط الطوارئ الخاصّة بالحكومة و/أو المؤسّسات الأخرى:

يُضيف التمويل القائم على التنبّؤ قيمةً معيّنة ويُعالِج أيضًا الثغرات في نظام التأهّب للكوارث الحالي، وذلك بفضل ترابطه مع إجراءات الإنذار المُبكر/العمل المُبكر الحكومية القائمة وخطط الطوارئ والتأهُّب.

  • إمكانية الوقاية من/تخفيف الأثر وزيادة التأهّب للاستجابة:

ينبغي تسليط الضوء على الأدلّة التي تُثبت أنَّ التمويل القائم على التنبّؤ قادر على/أو نجحَ بالفعل في الحدّ من الخسائر أو المرض أو الوفيات، بالاستناد إلى أدلّة ومعلومات من بلدان أخرى، كما ينبغي تسليط الضوء على الإمكانات التي يمكن تحقيقها لناحية مكافحة المخاطر الموجودة في بلد معيّن، بناءً على نتائج دراسة الإمكانية. للاطّلاع على مثالٍ عن الأدلّة، يُرجى مراجعة الدراسة التي أُجريت في بنغلادش في أعقاب التفعيل في العام 2017 عبر هذا الرابط.

  • النطاق:

ينبغي تبيان عدد الأشخاص الإضافيين الذين يمكن مساعدتهم عن طريق التمويل القائم على التنبّؤ إلى جانب الخطط الحكومية الجارية. كلّما ازدادت الشريحة السكّانية المشمولة بخطط الحماية، تزداد فعّالية النظام. يركّز التمويل القائم على التنبّؤ على الأشخاص الأكثر ضعفًا الذين يعيشون في مناطق مُعرَّضة بدرجة عالية للمخاطر، ولا بدّ من توضيح العدد الذي يمكن حمايته من هؤلاء السكّان، وبالتالي خفض الحاجة إلى المساعدة الحكومية في أعقاب الكوارث.

  • المنفعة العملية:

ينبغي إظهار فعّالية الاستجابة التي تحقّقت نتيجة الإجراءات المُبكرة المتّخذة ضمن المشاريع التجريبية في بلدان أخرى في المنطقة تعتمد هذا التمويل أو تواجه مخاطر مشابهة.

  • القيمة مقابل المال:

ينبغي تسليط الضوء على الفوائد الاقتصادية المُحتمَلة التي يوفّرها العمل المُبكر للمجتمع والحكومة، مع الإشارة إلى المنشورات ذات الصلة حول هذا الموضوع.

  • احتمال إنشاء شراكات جديدة:

ينبغي تحديد الجهات الفاعلة المحلّية/الإقليمية التي تعمل على التمويل القائم على التنبّؤ في المنطقة والتي يمكن التعاون معها في هذا الإطار.

  • خيارات التمويل الملائمة:

ينبغي مناقشة ماذا يمكن للعمل القائم على التنبّؤ التابع لصندوق الطوارئ للإغاثة في حالات الكوارث أن يفعله، وأين تستطيع المساعدة الإنسانية التقليدية والأموال الحكومية المتوفّرة أن تلعب دورًا.

  • ارتباطٌ واعد بالحماية الاجتماعية:

ينبغي إظهار إمكانية الربط بين التمويل القائم على التنبّؤ والبرامج القائمة، من مثال الحماية الاجتماعية، لزيادة كفاءة التنفيذ وتعزيز الأثر.

عرض أمثلة ملموسة عن المساعدة التي يقدّمها التمويل القائم على التنبّؤ

الجمع بين الأدلّة والخبرة: “صيغة المشاهدة + العمل”

يمكن تحسين القائمة الواردة أعلاه من خلال الجمع بين الأدلّة العامّة من مشاريع التمويل القائم على التنبّؤ، وبين التجارب العملية الملموسة من المجتمعات المحلّية. في نهاية المطاف، يهدف التمويل القائم على التنبّؤ إلى تجنيب الناس المعاناة أو الحدّ منها. ولا أحد يستطيع التحدّث عن فعّالية التمويل القائم على التنبّؤ إلّا الذين يستفيدون من هذه المساعدة.

يوصي الدليل العملي للاتّحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر المعني بالدعوة إلى الحدّ من مخاطر الكوارث (2009) بـصيغة “المشاهدة + العمل”.

©  الصليب الأحمر الألماني

مثال عملي: بنغلادش

جملة تعريفية:
(كتابة جملة تعريفية بسيطة)
تُعتبَر بنغلادش من أكثر البلدان عرضة للكوارث في العالم.

الأثر:
(إعطاء مثال عن الأثر الإنساني)
تُصنَّف بنغلادش وفق مؤشّر قابلية التأثّر بتغيّر المناخ باعتبارها البلد الأكثر عرضة للخطر على مستوى العالم. ويُعزى ذلك أيضًا إلى خصائصها الجيوفيزيائية. تُهدِّد الفيضانات ما يَصل إلى 70% من مساحة البلاد، وتضرب الأعاصير المناطق الساحلية في كلّ سنة تقريبًا. قد تستمرّ عمليات الإجلاء لمدّة 4 أسابيع ينخفض خلالها أو ينعدم مدخول المزارعين أو العمّال المياومين، فيُضطرّون عادةً إلى بيع الأصول أو الحصول على قروض بفائدة عالية ليتمكّنوا من الإجلاء وتسديد كلفة الغذاء والرعاية الصحّية خلال عملية الإجلاء وبعدها.

مثال:
(استخدام مثال أو قصّة شخصية من تجربة خاصّة أو تجربة شخص تلقّى المساعدة)
تعمل أليفا كاتون (40) كمياومة في حقول بوغرا. تخسر خلال الفيضانات كلّ مدخولها إذ تغمر المياه الحقول فيتعذّر العمل فيها، ويتعذّر على البقرتَيْن اللتين تملكهما أن ترعيا العشب من الحقل.

الإجراءات:
(تحويل الرسالة إلى إجراءات عملية)


الخطوة 4: الطلب من الحكومة تعيين نقاط اتّصال للتمويل القائم على التنبّؤ

بعد إثبات فعّالية التمويل القائم على التنبّؤ، لا بدّ من طلب نقاط اتّصال في أبرز الوكالات ذات الصلة. يساعد إنشاء نقاط اتّصال داخل الوكالات الحكومية على توفير الإرشاد والمساءلة وتبنّي عملية تطوير نظام التمويل القائم على التنبّؤ وبروتوكول العمل المُبكر.

تختلف أشكال التعاون مع الوكالات الحكومية عند تطوير بروتوكول العمل المُبكر. يجوز العمل مع مسؤولين حكوميين فرديين كنقاط اتّصال في أهمّ الوكالات ذات الصلة، أو إنشاء هيكليات أقرب إلى الطابع الرسمي، على غرار فِرَق العمل التقنية الموضوعية (للمحفّزات والإجراءات المُبكرة والتمويل مثلًا)، أو استخدام هيكليات التنسيق القائمة (الفِرَق العاملة على نُظُم الإنذار المُبكر مثلًا). ومن المفضّل أن تضمّ نقاط الاتّصال على المستوى الحكومي ممثّلين عن الوكالات الحكومية ذات الصلة (مثلًا: وكالة الحدّ من مخاطر الكوارث وخدمات الهيدرولوجيا والأرصاد الجوّية الوطنية)، من أجل مواءمة الأنشطة والعمل التعاوني. وفي معظم الحالات، تُعَدّ المشاركة الفاعلة لأيّ وكالة تُقدّم خدمات الهيدرولوجيا والأرصاد الجوّية ضروريةً لضمان استدامة محفّزات التمويل القائم على التنبّؤ على المدى الطويل.

 

الخطوة 5: إجراء مسح للجهات المعنيّة

يساعد مسح الجهات المعنيّة بالتعاون مع السلطات الحكومية على تحديد مسؤوليات كلّ منهم بدقّة، ونطاق عمله، من أجل تحديد شركاء التمويل القائم على التنبّؤ/ الإنذار المُبكر والعمل المُبكر المُحتمَلين وأصحاب المصلحة الذين يجب إشراكهم للتآزر وتجنّب الازدواجية في العمل.

بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ عملية المسح تُساعِد على تحديد الجهات التي يمكنها تعزيز جدول أعمال التمويل القائم على التنبّؤ داخل الحكومة والوكالات الإنسانية والمنظّمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتّحدة والقطاع الخاصّ. تقدّم المنظّمات المهتمّة بتطوير التمويل القائم على التنبّؤ/الإنذار المُبكر والعمل المُبكر، قاعدةً قوية لتسليط الضوء على المسألة لدى الحكومات، من خلال تسخير دائرة نفوذ كلّ منظّمة. وتُعَدّ هذه الخطوة ضرورية نظرًا إلى تعدُّد الاستثمارات التي يمكنها أن تُساهِم في استدامة التمويل القائم على التنبّؤ. في بعض الحالات، لا تعرف بالضرورة الوكالات الحكومية المختلفة والجهات الفاعلة الأخرى بشأن هذه الاستثمارات، لذلك من الضروري معرفة ما تفعله كلّ جهة وأين وكيف، من أجل ضمان كفاءة هذه الاستثمارات.

مثال عملي: زامبيا

الاستفادة من إدارة مخاطر الكوارث من خلال مسح الجهات المعنيّة

تمَّ مسح الجهات المعنيّة في زامبيا، وكانَ البنك الدولي في طليعتها. في غضون ذلك، لم يتقدّم الحوار بشأن إشراك الحكومة في تمويل الإجراءات المُبكرة وفق المخطّط. التمس الصليب الأحمر في زامبيا مساعدة البنك الدولي الذي كانَ يدعم وحدة الحدّ من الكوارث وإدارتها (أي الوكالة الحكومية المسؤولة عن إدارة مخاطر الكوارث) بشأن وضع مبادئ توجيهية تنفيذية للصندوق الوطني للكوارث. فساعدَ البنك الدولي الصليب الأحمر على الاتّصال بأشخاص معنيّين في وحدة الحدّ من الكوارث وإدارتها من أجل مواصلة الحوار.

الخطوة 6: إنشاء نُظُم دعم أو الانضمام إلى نُظُم الدعم القائمة

يتطلّب تطوير بروتوكولات العمل المُبكر وإعداد نُظُم تطبيقها فريقًا متخصّصًا من الأشخاص الذين يملكون مجموعة متنوّعة من المهارات. في الحالات التي يُنَفَّذ فيها هذا العمل مع فريق عمل تقني، ينبغي طلب العضوية في الفريق من الوزارات ذات الصلة والمنظّمات الإنسانية والأوساط الأكاديمية وغيرها، وفقًا للصلاحيات والخبرات. ينبغي أن يشكّل فريق العمل التقني كيانًا تعترف به الحكومة لمراجعة عملية التمويل القائم على التنبّؤ وتوجيهها والتحقّق منها. ومن خلال إشراك مختلف أصحاب المصلحة والعمل التعاوني، تُمنَح مصداقية إضافية لعملية تطوير نُظُم التمويل القائم على التنبّؤ بأكملها. ومن شأن ذلك أن يُسهِّل تنفيذ بروتوكول العمل المُبكر من قِبَل مختلف الوكالات في مرحلةٍ لاحقة، كما يُساهِم في توسيع نطاق العمل في حال استنسخت الوكالات الأخرى الإجراءات، فضلًا عن أنّه يشجّع هذه الجوانب من النقاش على المدى الطويل، من أجل وضع بروتوكولات عمل مُبكر للحكومة أو إدماج التمويل القائم على التنبّؤ ضمن النُظُم القائمة بطرق مختلفة. من المهمّ أن تُعيِّن الحكومة موظّفيها للمشاركة في هذه العملية، فيصبحون من مناصري التمويل القائم على التنبّؤ، إضافةً إلى تقديم الإرشادات حول الفُرَص والبروتوكولات المتعلّقة بإشراك الوكالات الحكومية المختلفة.

مثال عملي: الفلبينFbF in Philippines

© الصليب الأحمر الألماني

إنشاء فِرَق عمل تقنية على المستوى دون الوطني من أجل التأهّب في إطار التمويل القائم على التنبّؤ

شكَّلَ إنشاء فِرَق عمل تقنية على المستوى دون الوطني (وتُعرَف في الفلبين باسم “الفريق الأساسي المعني بالتمويل القائم على التنبّؤ”) خطوةً جوهرية للتمويل القائم على التنبّؤ. أنشأ فرع الصليب الأحمر الفلبيني هذه الفِرَق الأساسية على مستوى المقاطعات، وتشترك فيها جميع الوكالات الإقليمية المعنيّة بالتمويل القائم على التنبّؤ. لا يعزّز ذلك جذب الشركاء الإقليميين فحسب بل يُساعِد أيضًا – وهذا هو الأهمّ – على تيسير التنسيق عند تفعيل الخطط.

شاركت فِرَق العمل التقنية مشاركةً واسعة في إعداد بروتوكول العمل المُبكر، ولا سيّما في اختيار الإجراءات المُبكرة والتخطيط لها. وهي بالتالي مُدرِكة جيّدًا لتدخّل الصليب الأحمر الفلبيني عند بلوغ عتبة المحفّزات، ويمكنها بالتالي إكمال عمله عبر توفير موارد إضافية (شاحنات، استخدام المرافق الإقليمية) عند الحاجة.

في دافاو أورينتال، جرى التخطيط لتمرين شامل لإجلاء الماشية بالتنسيق مع الفريق الأساسي بأكمله، وقدَّمَ فرع الصليب الأحمر الدعم في عملية الإجلاء عن طريق المتطوّعين، واستقدمَ عمّالًا لبناء سياج مؤقّت، وتمّ تقديم الشاحنات من قِبَل مكتب إدارة الحدّ من مخاطر الكوارث في المقاطعة، في حين قدَّمَ مكتب مكافحة الحرائق الماء للحيوانات، ووفّرت دائرة الطبّ البيطري المواد الغذائية والإمدادات الطبّية المجانية. دخلت أيضًا خطط إجلاء المواشي حيّز التنفيذ أثناء اختبار تفعيل بروتوكول العمل المُبكر الخاصّ بالأعاصير، تحسُّبًا لإعصار تيسوي في كانون الأوّل/ديسمبر 2019. في هذه الحالة، دعمَ مكتب إدارة الحدّ من مخاطر الكوارث في كامارينيز نورتي الصليبَ الأحمر الفلبيني، إذ سمحَ له باستخدام مركزه التدريبي لتجميع الماشية، ووفَّرَ أيضًا الشاحنات للحيوانات.

أُنشِئ فريق العمل التقني على المستوى الوطني والفِرَق الأساسية على المستوى دون الوطني خصّيصًا لتنسيق التدخّلات المتعلّقة بالتمويل القائم على التنبّؤ، ولم تكن هذه الهيئات موجودة مسبقًا. إلَّا أنَّ معظم أعضائها ينتمون في الوقت عينه إلى مجلس إدارة الحدّ من مخاطر الكوارث في المقاطعة الذي ينعقد في حالات الطوارئ المرتقبة أو بحسب ما تقتضيه الظروف.

على المستوى الإقليمي:

  • مكتب الدفاع المدني
  • وزارة الداخلية والحكومة المحلّية
  • وزارة الزراعة

على مستوى المقاطعات:

  • مجلس الحدّ من مخاطر الكوارث وإدارتها
  • مكتب التخطيط والتنمية
  • مكتب الميزانية/المحاسبة
  • مكتب الهندسة
  • مكتب الرعاية الاجتماعية والتنمية
  • مكتب الخبير الزراعي في المقاطعة
  • مكتب الطبّ البيطري
  • مكتب مصائد الأسماك
  • هيئة تنمية صناعة الألياف الفلبينية
  • لجنة التدقيق
  • وزارة الأشغال العامّة والطرق السريعة
  • وزارة التربية
  • الإدارة الفلبينية للخدمات الجوّية والجيوفيزيائية والفلكية

على المستوى البلدي:

  • وحدات حكومية محلّية مختارة
الخطوة 7: تعزيز فهم الجهات المعنيّة الخارجية لمفهوم التمويل القائم على التنبّؤ

من الضروري فهم ما نستطيع تحقيقه من خلال التمويل القائم على التنبّؤ. ينبغي تقديم التمويل القائم على التنبّؤ كأحد الحلول الرامية إلى تكملة نظام إدارة مخاطر الكوارث وسدّ الثغرات فيه. في الواقع، يعمد الكثيرون من المناصرين إلى تقديم التمويل القائم على التنبّؤ باعتباره “الحلّ” للتحدّيات كافّة أو “الابتكار الجديد” الذي يجب أن تتبنّاه الحكومة. والحقيقة أنَّ طريقة عرض التمويل القائم على التنبّؤ وطريقة تسويقه قد تُضعِفان من قيمته، وتنعكس بالتالي سلبًا على الجمعيات الوطنية وتولّد توقّعات خاطئة. فاحتمال “إخفاق” التمويل القائم على التنبّؤ ليسَ أعلى من احتمال “إخفاق” معظم الإجراءات الأخرى.

ولكنْ، بما أنَّه مفهومٌ جديد، قد لا يُدرِك الناس ما قد ينطوي عليه من ثغرات. من الضروري أيضًا الانفتاح على التحدّيات المرتبطة بالتمويل القائم على التنبّؤ. فالحوار المفتوح حول الدروس المُكتسَبة من البلدان الأخرى، والإمكانات الواقعية للإجراءات المُبكرة، والفوائد والمخاطر المُحتمَلة؛ جميعُها عوامل تُساعِد على بناء الثقة في النُظُم وتوجيه عملية تصميم الاستراتيجيات من أجل معالجة الثغرات.

زيارات في إطار المشروع

إنَّ تنظيم بعثات استكشافية إلى مواقع المشاريع الجارية في البلدان الأخرى أو مواقع المشاريع المُحتمَلة (مثل المجتمعات المعرّضة بدرجة عالية للكوارث) مع الشركاء الحكوميين، يُشكِّل طريقة ممتازة لبدء الحوار وتحديد المنفعة التي يمكن أن تُحقّقها تدخّلات التمويل القائم على التنبّؤ.

ولا شكَّ في أنَّ تبادل الممارسات الفضلى والموارد (حول المخاطر المشتركة مثلًا) هو وسيلة مفيدة لتنفيذ نهج التمويل القائم على التنبّؤ ضمن السياق المعني. يطبّق حاليًا عددٌ من البلدان التمويل القائم على التنبّؤ للتصدّي لمجموعة من المخاطر والسياقات. لذلك، فإنَّ التبادل مع الممارسين ضمن المناطق و/أو بينها قد يُساعِد الجمعيات الوطنية في مختلف مراحل تنفيذ التمويل القائم على التنبّؤ. يمكن مشاهدة مقاطع الفيديو حول التمويل القائم على التنبّؤ والاطّلاع على صحائف الوقائع لاستمداد الوحي.

مثال عملي: قيرغيزستان وطاجيكستان

التعلّم بين الأقران – التمهيد للتمويل القائم على التنبّؤ عن بُعد، من الميدان

عند التمهيد للتمويل القائم على التنبّؤ في قيرغيزستان وطاجيكستان، انضمّ الممارسون والخبراء عن بُعد إلى ورشة عمل الجهات المعنيّة من بيرو وموزمبيق وبنغلادش والمقر الرئيسي للاتّحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في جنيف، من أجل تبادل الخبرات والإجابة على الأسئلة المتعلّقة بتنفيذ التمويل القائم على التنبّؤ.


استضافة منتدى للحوار وتسهيل المشاركة في المنصّات الإقليمية

© الصليب الأحمر الألماني – أُعِدّ هذا الرسم في إطار منصّة الحوار الوطني الخامس حول التمويل القائم على التنبّؤ في الفلبين في العام 2019.

نجحَ تنظيم منصّات الحوار الوطني في توليد الاهتمام لدى الجهات الحكومية الرئيسية وزيادة الفهم التقني، وجمعَ كافّة الجهات على طاولة الحوار لمناقشة الشكل الذي قد يتّخذه نظام التمويل القائم على التنبّؤ. تجمع هذه المنصّات، على غرار منصّات الحوار العالمية والإقليمية، مختلف الوكالات الحكومية والعلماء ووكالات الأمم المتّحدة والمنظّمات غير الحكومية وجمعيات الصليب الأحمر/الهلال الأحمر الناشطة أو المهتمّة بالتمويل القائم على التنبّؤ والإنذار المُبكر/العمل المُبكر، من أجل تبادل الأفكار والدروس المستخلصة والأمثلة الملموسة، ومناقشة الخطوات المقبلة.

ينبغي النظر أيضًا في دعوة أبرز أصحاب المصلحة الحكوميين للمشاركة في منصّات الحوار الإقليمية. فالاطّلاع على كيفية مشاركة الحكومات الأخرى في التمويل القائم على التنبّؤ وكيفية مقاربتها له، هو أمرٌ يُساعِد على استمداد الوحي وزيادة الاهتمام والثقة في إمكانية تطبيق هذا المفهوم. كذلك، من شأن التبادل مع النظراء من البلدان المجاورة أن يُعزِّز الحلول الإقليمية وحلّ المشاكل. وتجدرُ الإشارة إلى أنَّ التمويل القائم على التنبّؤ يستضيف منصّات الحوار العالمية والإقليمية والمحلّية منذ العام 2014.

الخطوة 8: إشراك الحكومة في وضع بروتوكول العمل المُبكر

يُحدَّد مستوى مشاركة الحكومة في التمويل القائم على التنبّؤ وفقًا للسياق الخاصّ بكلّ بلد. في الحالة المثالية، ينبغي استشارة الحكومة في كلّ مرحلة من مراحل تطوير بروتوكول العمل المُبكر. فمن شأن ذلك أن يُسهِّل الحصول على التراخيص اللازمة والدعم المطلوب لتفعيل بروتوكول العمل المُبكر وتنفيذه لاحقًا.

تستطيع الجمعية الوطنية والحكومة التشارُك معًا في إنتاج بروتوكول العمل المُبكر في بعض السياقات المحدّدة. ويستلزم ذلك تعاونًا وثيقًا لإعداد المحفّزات، واختيار الإجراءات المُبكرة، وتخصيص الأموال. ولكنْ، في ما يتعلّق ببروتوكولات العمل المُبكر التي تقدّمها الجمعية الوطنية إلى صندوق العمل القائم على التنبّؤ التابع لصندوق الطوارئ للإغاثة في حالات الكوارث، من المهمّ أن تتبنّاها الجمعية الوطنية التي ستتلقّى التمويل وستتولّى التنفيذ، ومن المهمّ أيضًا أن تتوافق الخطط مع معايير صندوق “العمل القائم على التنبّؤ”. وفي البلدان التي تدمج التمويل القائم على التنبّؤ ضمن القوانين أو الخطط الحكومية، يمكن للجمعية الوطنية أيضًا أن تدعم العمل على بروتوكولات العمل المُبكر التي تملكها الحكومة والتي تُخصِّص تمويلًا حكوميًا لوكالات مختلفة (بما في ذلك الصليب الأحمر/الهلال الأحمر) لاتّخاذ إجراءات مُبكرة في مناطق وقطاعات مختلفة.

وفي الحالات التي لا يحظى فيها الإنذار المُبكر والعمل المُبكر بالأولوية، ينبغي أن تسعى الجمعيات الوطنية إلى مستوى معيّن من المشاركة الحكومية، وسيزداد على الأرجح مع مرور الوقت.

إنَّ إشراك الحكومة في تطوير بروتوكولات العمل المُبكر يُساعِد في الواقع على تبادل البيانات والتنسيق والشفافية والتخطيط على المدى الطويل. ينبغي عقد اجتماعات سنوية مع الوزارات والإدارات المُشارِكة في تطوير بروتوكولات العمل المُبكر، حرصًا على التحديث المستمرّ للبيانات المتعلّقة بالضعف والهشاشة ودرجة التعرّض للخطر، والسياسات والاستراتيجيات والمستجدّات التي قد تؤثّر في التمويل القائم على التنبّؤ.

ينبغي إقامة التحالفَيْن الرئيسيَّيْن مع السلطات الوطنية لإدارة مخاطر الكوارث (ولا سيّما في ما يتعلّق بالمعلومات حول المخاطر والإنذار المُبكر) ومع الوكالات العلمية والتقنية، مثل مكتب خدمات الهيدرولوجيا والأرصاد الجوّية و/أو مؤسّسات البحث. يجب تطوير المحفّزات في الحالتَيْن (بناءّ على بيانات عوامل الخطر وآثار الكوارث السابقة والبيانات العلمية المناخية). وتُشكِّل الهيئة الوطنية لإدارة مخاطر الكوارث شريكًا هامًّا في اختيار الإجراءات المُبكرة. إلّا أنَّه من المحبّذ إشراك نظام إدارة مخاطر الكوارث بأكمله (بما في ذلك الأكاديميون) في العملية، انطلاقًا من الاستكشافات الأولى ودراسات الإمكانية.

اختيار أفضل أساليب التعاون التي تُناسِب السياق

تتنوّع أساليب التعاون مع السلطات الحكومية لتطوير بروتوكول العمل المُبكر. يُعَدّ التعاون على تطوير بروتوكول العمل المُبكر رحلةً فريدة وسياقية، تتشكَّل وفقًا لمستوى الإرادة السياسية من جانب الحكومة، والقدرة المؤسّسية، والبرامج والمشاريع القائمة. ترد في ما يلي بعض الأمثلة عن طرق تعزيز الإنتاج المشترك، ولا تشمل فريق العمل التقني الذي جرت مناقشته سابقًا.

تتنوّع مسارات التعاون مع خدمات الهيدرولوجيا والأرصاد الجوّية الوطنية وفقًا للسياق. ستشارك الحكومة في بعض الحالات أكثر من حالات أخرى. ينبغي تطوير المحفّزات بالتعاون مع وكالات خدمات الهيدرولوجيا والأرصاد الجوّية الوطنية. وفي النهاية، ينبغي أن تُركِّز الدعوة على تشجيع ودعم الإنتاج المشترك لمحفّزات التنبّؤ القائم على الأثر، بالتعاون مع خدمات الهيدرولوجيا والأرصاد الجوّية الوطنية والجهات الفاعلة الأخرى ذات الصلة. في هذا الإطار، تُدرِك المنظّمة العالمية للأرصاد الجوّية أنَّ مهمة التنبّؤ القائم على الأثر لا تقع على عاتق خدمات الهيدرولوجيا والأرصاد الجوّية الوطنية وحدها، ولكنَّها تُشير إلى تحوّلٍ في خدمات الأرصاد الجوّية، للانتقال إلى خدماتٍ تُطوَّر بالتعاون مع وكالات الحدّ من مخاطر الكوارث ودائرة الإحصاء ومختلف الوزارات والجهات الفاعلة الإنسانية والإنمائية.

لمعرفة المزيد عن كيفية التعامل مع وكالة الأرصاد الجوّية والهيدرولوجيا، يمكن الاطّلاع على القائمة المتوفّرة في هذا الرابط.

مثال عملي: منغوليا

استخدام المنتج الحكومي الخاصّ بالتنبّؤ القائم على الأثر لمكافحة ظاهرة الدزود

تَقرَّرَ نتيجة دراسة الإمكانية في منغوليا أنَّ منتج التنبّؤ القائم على الأثر والذي تقوده الحكومة (خارطة الدزود)، الذي طوّرته مصلحة الأرصاد الجوّية المنغولية وجامعة ناغويا في اليابان، ملائمٌ لتحفيز الإجراءات المُبكرة المتعلّقة بظاهرة الدزود. ومن خلال إشراك الوكالات الحكومية منذ بداية عملية إعداد التمويل القائم على التنبّؤ، أصبحَ نظام التمويل القائم على التنبّؤ التابع للصليب الأحمر المنغولي أحد أكثر الأمثلة استدامةً في هذا المجال، بما أنَّ نظام المحفّزات يشكّل أساس الإجراءات المُبكرة لمختلف الجهات الفاعلة الإنسانية في البلد.

مثال عملي: بنغلادش 

 الاستفادة من برامج التأهّب

برنامج التأهّب للأعاصير في بنغلادش هو برنامجٌ مشترك بين الحكومة وجمعية الهلال الأحمر البنغلادشي، وهو يُوفِّر نظامًا فعّالًا للإنذار المُبكر ومرافق الإجلاء لسكّان المناطق الساحلية. أُعِدَّ بروتوكول العمل المُبكر الخاصّ بالأعاصير بالاستناد إلى قدرات البرنامج القائمة، وجرى التعاون على تطوير الإجراءات المُبكرة للمساعدة القائمة على الأموال النقدية وإجلاء المواشي، عن طريق النقاشات مع جمعية الهلال الأحمر البنغلادشي ومركز الصليب الأحمر والهلال الأحمر المعني بالمناخ ودائرة إدارة الكوارث.

الخطوة 9: المحاكاة والتدريب

من الضروري إشراك السلطات الحكومية في عمليات المحاكاة والتدريب من أجل التعاون في اختبار فعّالية الخطط والبروتوكولات والمبادئ التوجيهية وقدرة المسؤولين على تنفيذ الإجراءات المُبكرة.

حالتان شاركت فيهما الحكومة في التمويل القائم على التنبّؤ عبر تدريبات التمويل القائم على التنبّؤ

مثال عملي: بيرو وإكوادور

 تعزيز التعاون من خلال العمل

لعبت عمليات المحاكاة والتدريب دورًا أساسيًا في بيرو وإكوادور للتأكّد من أنَّ خدمات الهيدرولوجيا والأرصاد الجوّية الوطنية ووكالات إدارة مخاطر الكوارث تفهم كيف يساعد التمويل القائم على التنبّؤ في إدارة مخاطر الكوارث والعكس صحيح. أظهرت التدريبات أمثلةً ملموسة للحكومات عن الإجراءات التي يمكن اتّخاذها في غضون أيّام قليلة للحدّ من الخسائر. واختبرت أيضًا إلى أيّ مدى تُدرِك الوكالات المُشارِكة ما هي أدوارها ومسؤولياتها في كلّ مرحلة من مراحل عملية التفعيل.

مثال عملي: فيتنام

 تعزيز الدعم بعد العمل

FbF in Vietnam
©  الصليب الأحمر الألماني

ليسَت موجات الحرّ ظاهرةً جديدة في فيتنام، ولكنَّ آثارها غير معروفة جيّدًا، ولم توضَع بعد الإجراءات الاستباقية لمنع هذه الآثار. أعربت الحكومة الفيتنامية في البداية عن تأييدها، إلَّا أنَّها لم تقتنع تمامًا بفعّالية الإجراءات المُبكرة. اختُبرت الإجراءات المُبكرة الخاصّة بالتمويل القائم على التنبّؤ في الاستجابة إلى موجتَيْ حرّ في تمّوز/يوليو وآب/أغسطس 2019، وسمحَ ذلك للحكومة برؤية أثر الإجراءات المُبكرة بشكلٍ مباشر وواضح. واستفادَ أكثر من 3000 زائر من مراكز التبريد وعربات النقل المبرّدة التي توفّر الإسعافات الأوّلية والمياه وفُرَص الاستراحة.

الخطوة 10: رصد وتتبّع التقدّم الداخلي في مجال الدعوة

ينبغي تصميم أنشطة الدعوة وفقًا لأهداف الدعوة البرمجية/المتعلّقة بالتمويل القائم على التنبّؤ والخاصّة بالجمعية الوطنية. في الواقع، إنَّ رصد التقدّم وتتبّعه يساعد في توضيح الخطوات التالية والحفاظ على نظرة عامّة عن الأنشطة السابقة والحالية والمخطّط لها.

مثال عن ورقة تتبّع الدعوة الداخلية إلى التمويل القائم على التنبّؤ الخاصّة بالجمعية الوطنية، مقتبسة من الدليل العملي للاتّحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر المعني بالدعوة إلى الحدّ من مخاطر الكوارث (2009)

التغييرات لتعزيز التعاون في مجال التمويل القائم على التنبّؤ ما لم ينجح الأدلّة ما نجح أنشطة الدعوة
تنظيم اجتماع للمتابعة | دعوة وزارة الإسكان وهيئة الهيدرولوجيا والأرصاد الجوّية ووزارة الصحّة عدم توفُّر الوقت الكافي لعرض أمثلة إضافية عن التمويل القائم على التنبّؤ في سياقاتٍ مماثلة | الحاجة إلى بيانات إضافية حول الأثر السابق للأعاصير تقديم عرض باوربوينت تمهيدي حول التمويل القائم على التنبّؤ | قائمة بجميع السياسات والبرامج الحالية والمُخطَّط لها تقديم مفهوم التمويل القائم على التنبّؤ | نظرة عامّة حول سياسات الإنذار المُبكر/العمل المُبكر الحالية إشراك هيئة إدارة مخاطر الكوارث في "دراسة الإمكانية"
دراسة النقاش أو تنظيم مؤتمر عن بُعد مع إدارة مخاطر الكوارث في البلد الذي يعتمد التمويل القائم على التنبّؤ، لإعطاء لمحة عن فوائد تبادل البيانات وكيف ساعدَ ذلك في تعزيز التعاون الحاجة إلى بيانات إضافية حول المخاطر والأخطار السابقة مذكّرة التفاهم الموقّعة مع فريق العمل ورقة التسجيل الشهرية تأمين نقطة اتّصال | إنشاء فريق عمل تقني وضع بروتوكول العمل المُبكر الخاصّ بالتمويل القائم على التنبّؤ

العملية

  • ما عدد الاجتماعات التي حضرها الفريق للدعوة إلى اعتماد التمويل القائم على التنبّؤ؟
  • ما عدد/نوع مواد التوعية التي تمّ إنتاجها؟
  • ما القنوات التي استُخدِمَت وما هي الكمّية التي وُزِّعت؟
  • ما عدد مناصري التمويل القائم على التنبّؤ الذين جرى العمل معهم ومَن هم؟
  • ما عدد الشركاء في التمويل القائم على التنبّؤ الذين يجري العمل معهم؟
  • هل جرى تزويد السلطات برزمة معلومات حول التمويل القائم على التنبّؤ عند الاجتماع بها؟
  • هل أُعِدّ موجز من صفحة واحدة يختصر التمويل القائم على التنبّؤ ويُعطي لمحة عن كيفية انسجامه مع السياسات الحالية؟

النتائج

  • هل ازداد الوعي بشأن التمويل القائم على التنبّؤ في صفوف القادة أو الإعلام أو الجمهور؟
  • هل تدعم الحكومة تطوير بروتوكول العمل المُبكر وتنفيذه؟
  • هل تغيّرت أيّ سياسات أو خطط نتيجة الدعوة إلى التمويل القائم على التنبّؤ؟

الأثر

  • هل تحقَّقَ أيّ تغيير مؤسّسي مستدام لصالح التمويل القائم على التنبّؤ/الإنذار المُبكر والعمل المُبكر؟
  • هل عادت الإجراءات المُبكرة بالفائدة على المستفيدين من التمويل القائم على التنبّؤ؟
  • هل حصلَ تغييرٌ في السلوك؟
الخطوة 11: مضاعفة الشبكات وتوسيع نطاقها

ينبغي انتهاز الفُرَص لعرض التمويل القائم على التنبّؤ على جهات معنيّة إضافية. في الواقع، تلعب منصّات الحوار الوطنية والإقليمية والعالمية دورًا محوريًا في حشد الاهتمام والوعي حول التمويل القائم على التنبّؤ. وتساعد الأحداث الدولية والأخبار ووسائل الإعلام والفُرَص المتاحة للتبادل في تسليط الضوء على التمويل القائم على التنبّؤ وعلى روّاده.

في فيتنام، جمعت ورشة الإطلاق تحالفًا واسعًا من الجهات المعنيّة التي شملَت ممثّلين عن الحكومة الفيتنامية، ووكالات الأمم المتّحدة والمنظّمات الدولية وغير الحكومية، وجمعيات أخرى من شبكة الصليب الأحمر.

الخطوة 12: البحث عن الفُرَص في حين تقوم الحكومات بمراجعة سياساتها/قوانينها المتعلّقة بإدارة مخاطر الكوارث

تتولّى حاليًا الوكالات الإنسانية بالدرجة الأولى تنفيذ التمويل القائم على التنبّؤ، بالتعاون مع الوكالات الحكومية. يغيّر نتيجة ذلك عددٌ متزايد من البلدان قوانين إدارة مخاطر الكوارث؛ وينبغي اغتنام هذه الفرصة للدعوة إلى إدراج التمويل القائم على التنبّؤ أو النُهُج المماثلة ضمن النُظُم الوطنية، وتوفير التمويل من الحكومة للإجراءات المُبكرة.

الخطوة 13: جمع/مشاركة/تبادل الدروس المُستخلَصة

يُعَدّ التمويل القائم على التنبّؤ نهجًا جديدًا نسبيًا، ومن الضروري بالتالي مشاركة نتائجه. ينبغي مشاركة النتائج والدروس المُستخلَصة من عمليات المحاكاة والتدريبات، ولا سيّما عمليات التفعيل، مع كافّة الجهات المعنيّة والمنخرطة في جهود التمويل القائم على التنبّؤ، وذلك من أجل توليد أثر مشترك أكثر فعّالية.