4.2 اختيار الإجراءات المُبكرة

summary

تقع الإجراءات المُبكرة في صميم التمويل القائم على التنبّؤ وفي صميم كلّ بروتوكول من بروتوكولات العمل المُبكر. الإجراء المُبكر المثالي هو الإجراء الذي يتمتّع بأفضل فرصة لمساعدة السكّان المُعرَّضين للخطر من أجل تقليل الآثار السلبية للأحداث القصوى.

بالتالي، فإنَّ عملية تحديد الآثار وإعطاء الأولوية للآثار التي يمكن وينبغي معالجتها من خلال التمويل القائم على التنبّؤ، وتحديد الإجراءات المُبكرة التي من شأنها أن تمنع هذه الآثار أو تخفّف من وطأتها، هي شرطٌ أساسي لوضع بروتوكول فعّال.

تلعب الإجراءات المُبكرة دورًا مزدوجًا لسدّ الفجوات الحرجة في التخطيط للطوارئ والتمويل، بالاستناد إلى خطط التأهّب الحالية. ومن خلال التعريف الدقيق لهذه الإجراءات المُبكرة وتحديد الأولويات فيها واختيارها اختيارًا دقيقًا، نضمن ما يلي: 1) المساهمة في منع المخاطر ذات الأولوية أو خفضها والتحضير للاستجابة الفعّالة؛ 2) التكيُّف مع السياق المحلّي بما يضمن تنفيذها في المهلة المتاحة قبل وقوع الحدث المتطرّف وبالقدرات والموارد المتاحة؛ 3) التماشي مع أولويات المجتمعات والجهات الفاعلة المحلّية وخطط التأهّب ذات الصلة.

يوضّح هذا الفصل عمليةً متكرّرة لتحديد الإجراءات القائمة على التنبّؤ واختيارها ليتمّ تفعيلها وتمويلها تلقائيًا استنادًا إلى معلومات التنبّؤ.

تساعد الخطوات المختلفة أدناه في الإجابة على الأسئلة الأربعة الأساسية التالية:

  •  ما هي الآثار الرئيسية الناجمة عن الخطر المعني؟
  •  ما هي الآثار الضارّة التي يمكن التقليل من حدّتها عن طريق التمويل القائم على التنبّؤ؟
  •  ما الإجراءات المُبكرة التي من شأنها تقليل هذه الآثار على أفضل وجه؟
  •  أيّ من هذه الإجراءات المُبكرة يمكن اتّخاذها حاليًا في ضوء السياق الراهن والقدرات المتاحة؟

على الرغم من أنَّ الأسئلة والخطوات أدناه مُدرَجة بالتتابع، إلَّا أنَّه من الممكن عمليًا التوفير في الوقت والموارد من خلال جمع المعلومات عن الأسئلة الأربعة في وقتٍ واحد، أو بشكل متكرّر (يُرجى مراجعة الرسم 1). ويتطرّق هذا الفصل تدريجيًا إلى طرق مختلفة يمكن أن تُساعِد على فهم الآثار ومعرفة انعكاساتها وشدّتها بالنسبة إلى المعنيّين، وذلك لتفعيل الإجراءات المُبكرة المُحتمَلة. اعتمادًا على المرحلة التي وصلتم إليها في إطار بروتوكول العمل المُبكر الخاصّ بكم، يمكن استخدام كلّ من هذه الطرق للتركيز على إحدى هذه الخطوات، أو معالجة خطوات عدّة في آنٍ معًا.

تمّ شرح الخطوات والأساليب والمعايير في هذا الفصل بشكل خاصّ للمساعدة في اختيار الإجراءات المُبكرة في إطار بروتوكولات العمل المُبكر التي ستُقدَّم إلى صندوق العمل القائم على التنبّؤ التابع لصندوق الطوارئ للإغاثة في حالات الكوارث، لتتوافق بالتالي مع متطلّبات هذه الآلية. ولا شكّ في أنّه يمكن أيضًا استخدام هذه التوجيهات من قِبَل الجمعيات الوطنية التي تسعى إلى تطوير بروتوكولات عمل مُبكر ذات طابع محلّي بتمويلٍ خاصّ، ويمكن في هذه الحالة تكييف بعض الخطوات والطرق الموضّحة أدناه أو موازنتها بشكل مختلف، وقد تكون بعض المعايير المذكورة أقلّ أهميةً.

مَن هي الجهات المعنيّة؟

ينبغي اختيار الإجراءات المُبكرة من قِبَل مجموعة تضمّ أشخاصًا من اختصاصات متنوّعة ومن قطاعات مختلفة، ويملكون خبرات متنوّعة أيضًا. في بعض مشاريع التمويل القائم على التنبّؤ، تمّ تشكيل مجموعات عمل مشتركة بين المؤسّسات (تضمّ الصليب الأحمر والهلال الأحمر والسلطات الحكومية والمنظّمات الإنسانية الأخرى) لوضع بروتوكول العمل المُبكر بشكل مشترك، وبالتالي اختيار الإجراءات المُبكرة. وفي حالات أخرى، يتولّى هذه المهام فريق التمويل القائم على التنبّؤ في الصليب الأحمر.

بغضّ النظر عن تكوين الفريق، تتطلّب الخطوات أدناه مشاركة الجهات الفاعلة على جميع المستويات، بما في ذلك السكّان، واللجان المجتمعية، ومنظّمات المجتمع المدني، والحكومات والوكالات المحلّية والوطنية، والجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، والمنظّمات الإنسانية والإنمائية الأخرى، ومؤسّسات البحث (بما في ذلك مجتمع علوم المناخ) والقطاع الخاصّ، أو الجهات الفاعلة الأخرى ذات الصلة، حسب الاقتضاء. وتُنصَح الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر والمنظّمات الإنسانية والإنمائية الأخرى المُشارِكة في التمويل القائم على التنبّؤ، باستخدام هذه الخطوات بطريقة متكرّرة ومَرِنة لتحديد الآثار والإجراءات التي يتعيّن إدراجها في بروتوكول الإجراءات المُبكرة.

وعلى الرغم من أنَّ نُظُم التمويل القائم على التنبّؤ تهدف إلى تغطية مناطق جغرافية واسعة لضمان إمكانية تفعيل بروتوكول العمل المُبكر في تلك المناطق الأكثر تعرُّضًا للمخاطر، إلَّا أنَّه من المهمّ إجراء بحث لاختيار الإجراءات على المستوى المحلّي. وبما أنَّ التمويل القائم على التنبّؤ، على الأقلّ في سياق بروتوكولات العمل المُبكر المُموَّلة من قِبَل صندوق التمويل القائم على التنبّؤ التابع لصندوق الطوارئ للإغاثة في حالات الكوارث، لا يحدّد المجتمعات مسبقًا، لا بل يقرّر أيّ المجتمعات ستتلقّى المساعدة عند تفعيل البروتوكول، بالتالي من الضروري إجراء مشاورات مع المجتمعات المحلّية بشأن الآثار والاحتياجات وعوامل الخطر السابقة. وعلى الرغم من هذا النهج المَرِن على المستوى الوطني، من المهمّ جمع البيانات على مستوى المجتمع المحلّي، حيث يمكن أن يعطي ذلك فكرةً عن نوع الآثار وعوامل الخطر والمساعدات المطلوبة التي قد تنطبق على المجتمعات الأخرى في المنطقة المعرّضة على نطاقٍ أوسع. ويمكن اتّباع الخطوات التالية المُستخدَمة في اختيار الإجراءات المُبكرة في البيئات الحضرية والريفية بمقاييس مختلفة.

الخطوة 1: تحديد الآثار والخطر

بما أنَّ الهدف من الإجراءات المُبكرة في إطار التمويل القائم على التنبّؤ يكمُن في منع أو تخفيف التأثير الإنساني للأحداث المناخية القصوى، فمن المهمّ جدًا فهم التأثير الناتج عن المخاطر، وكيفية حصوله، والأطراف المتضرّرة منه.

يمكن أن تُجيب المقاربات الكمّية على أسئلة مثل: كم عدد الأشخاص المتأثّرين؟ ما مقدار الضرر الناجم؟ ما نوع الضرر الذي حدثَ في الماضي ومَن هي الأطراف التي تأثّرت به؟ أمّا الأسئلة النوعية فتكشف الأسباب وكيفية تأثُّر الأشخاص وماهية الآثار التي يصعب على الأُسَر التغلّب عليها. ولقد أدرجنا أدناه مجموعة من الأدوات والأساليب لمساعدتكم في تحديد أهمّ الآثار الناجمة عن المخاطر التي يسعى بروتوكول العمل المُبكر إلى معالجتها.

الطريقة أ: مراجعة البيانات السابقة (والحالية)

عندما تكون البيانات السابقة والحالية من الحكومة والوزارات الوطنية متاحة، تُشكِّل مصدرًا قيّمًا للمعلومات في ما يتعلّق بآثار الأحداث السابقة ودرجة التعرّض الحالية وهشاشة السكّان المعرّضين للخطر.

وقد تتوفّر لدى الوزارات التالية معلومات مهمّة تتعلّق بآثار الكوارث وعوامل الخطر بشكلٍ عامّ أو في قطاعات محدّدة:

  •  الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث (وكالة إدارة مخاطر الكوارث)
  •  وزارة الصحّة
  •  وزارة المواصلات
  •  وزارة المناخ/الطاقة
  •  وزارة التربية والتعليم
  •  وزارة الزراعة
  •  الوزارة المسؤولة عن البنى التحتية/استخدام الأراضي و/أو الإسكان
  •  وزارة المياه والصرف الصحّي
  •  الوكالة المسؤولة عن الإحصاءات الوطنية
  •  الهيئة المعنيّة بالرفاه الاجتماعي
  •  مؤسّسات البحث الوطنية

وبالإضافة إلى الهيئات الحكومية المذكورة أعلاه، تقدّم قاعدتا البيانات الدوليّتان التاليتان بيانات شاملة خاصّة بكلّ بلد:

أمّا بالنسبة إلى البيانات المتعلّقة بعوامل الخطر، فقد تكون مصادر إدارة المعلومات التالية مفيدة أيضًا:

  •  INFORM index
  •  ThinkHazard – GFDRR
  •  HDX
  •  OpenStreetMap
  • ALNAP

الطريقة ب: مراجعة الأدبيات

تسمح مراجعة الأدبيات بجمع المعلومات ذات الصلة من الأعمال الموجودة سابقًا (مثل التقارير والدراسات والسياسات والوثائق الأخرى) لتحديد الآثار والإجراءات المُبكرة المُحتمَلة. ويمكن أيضًا إجراء مراجعات منهجية للأدبيات المتعلّقة بالاستجابات الدولية للكوارث والحدّ من المخاطر، وبالتالي يتمّ الاطّلاع على الإجراءات التي تمّ اختبارها في بيئات إنسانية أخرى، وتُجمَع الأدلّة حول ما إذا كانت هذه التدخّلات فعّالة ومتى ولماذا وكيف تكون فعّالة في منع آثار الكوارث أو معالجتها في السياق الخاصّ بكم. عند قراءة خطط الطوارئ أو وثائق السياسات أو الدراسات أو التقارير حول الكوارث السابقة، يجب مراعاة المسائل التالية:

  • كيف استعدّ الناس لهذا الخطر وكيف استجابوا له في الماضي؟
  • هل يمكن تنفيذ أيّ من هذه الاستجابات قبل وقوع الحدث لتقليل الآثار اللاحقة؟
  • هل يمكن تعزيز إجراءات التأهّب هذه أو تحسينها باستخدام التمويل القائم على التنبّؤ؟
  • ما الدليل على أنَّ هذا الإجراء سينجح بالفعل؟

في حالة المراجعات الأدبية لأمثلة التمويل القائم على التنبّؤ:

  • هل الإجراءات المُبكرة والدروس المستفادة المحدّدة في مراجعة الأدبيات قابلة للتحويل إلى سياق بروتوكول العمل المُبكر الذي يجري تطويره؟

الطريقة ج: المقابلات شبه المنظّمة مع المخبرين الرئيسيين

المقابلات شبه المنظّمة هي محادثات تستخدم دليلًا أو قائمة من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابة، ولكنَّها تسمح للمحادثة بأن تتوسّع بشكل تلقائي. وتتّسم بطابعها المنفتح الذي يختلف عن المقابلات أو الاستطلاعات المنظّمة (حيث تُطرَح الأسئلة بطريقة محدّدة وتكون الإجابات في الغالب محدّدة مسبقًا).

وتجدرُ الإشارة إلى أنَّ المقابلات شبه المنظّمة مع المسؤولين الحكوميّين ومسؤولي إدارة الكوارث، وقادة المجتمع، والموظّفين والمتطوّعين من وكالات الاستجابة، وجمعيات الصليب الأحمر أو الهلال الأحمر والمجتمع المدني، ولا سيّما في السياقات التي لا يتوفّر فيها سوى القليل من الأدبيات أو البيانات عن الآثار السابقة، فإنَّ هذه المقابلات تُساعِد على جمع معلومات حول الآثار ذات الأولوية. وبعد تحديد الآثار وعوامل الخطر الرئيسية، تُعتبَر المقابلات شبه المنظّمة مع الخبراء في قطاعات معيّنة ذات قيمة كبيرة للتعمّق أكثر في الإجراءات المُبكرة المُحتمَلة.

إرشادات عملية 1: ما عدد المقابلات الكافي؟

يعتمد ذلك على الوقت والموارد المتاحة. فمن الأفضل الاستمرار في إجراء المقابلات حتى العجز عن الحصول على معلومات جديدة. ويمكن استنتاج إجابات إضافية بالاستناد إلى البيانات والمفاهيم المتاحة (وهذا ما يسمى بالتشبّع)، كما من الممكن إجراء مقابلات مع جميع مقدّمي المعلومات المعنيين في بعض الحالات.

لكن في السياق الموزمبيقي لم يكن من الممكن الوصول إلى التشبّع في كافّة القطاعات التي تتأثّر بالفيضانات والأعاصير. ونظرًا لضيق الوقت، ركز فريق التمويل القائم على التنبّؤ على الأشخاص الذين ينتمون إلى القطاعات الأكثر اتّساقًا مع قدرات الصليب الأحمر في الموزمبيق وأولوياته. وتتوفر عبر هذا الرابط أمثلة من أدلة لإجراء مقابلات شبه منظمة لتوجيه الجهات المعنية الحكومية أو قادة المجتمع أو أعضائه (إن كان ذلك ينطبق) والخبراء المختصين بقطاعات محددة.


كيف يُترجَم ذلك في سياق حضري؟

بدأ الصليب الأحمر الفيتنامي مع الصليب الأحمر الألماني والاتّحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر ومركز المناخ بمشروع التمويل القائم على التنبّؤ، مع التركيز على موجات الحرّ في فيتنام في العام 2018. وكانَ هذا المشروع أوّل محاولات التمويل القائم على التنبّؤ في سياق حضري. ولكنْ، كيف يمكن تحديد الفئات الأكثر ضعفًا ومعرفة تأثير الحرّ الشديد عليها في مدينةٍ مكتظّة بالسكّان تضمّ 16 مليون نسمة؟ أطلقَ الصليب الأحمر الفيتنامي مسحًا بعنوان “المعرفة والمواقف والممارسات(KAP) ” وأخذَ عيّنات عشوائية من أكثر من 1200 مستجيب في مناطق محدّدة من هانوي. وبناءً على آراء المقيمين حول آثار موجة الحرّ، تمّ استخدام نتائج الدراسة لاختيار الإجراءات المُبكرة.

الطريقة د: المناقشات ضمن المجموعات المركّزة

تُعرَّف المجموعة المركزة على أنّها نقاشٌ مُوجَّه يُفضَّل إجراؤه مع مجموعة متجانسة نسبيًا من الأفراد. يمكن إجراء مجموعات مركّزة على مستويات مختلفة، بما في ذلك مع الجهات المعنيّة الوطنية أو مسؤولي المناطق أو المقاطعات أو قادة المجتمع أو مجموعات الممارسين

إرشادات عملية ٢: ما الأفضل: المقابلات أو مجموعات التركيز؟في حين أنّ المقابلات يمكن أن تساعد على مقاطعة المعلومات بالاستناد إلى مصادر مختلفة، ليس من الممكن دائمًا إجراء مقابلات مع كلّ فرد على حدة بسبب محدودية الموارد المتاحة. ففي هذه الحالات، تسمح المقابلات الجماعية الصغيرة أو مجموعات التركيز بالحصول على طائفة أوسع من الآراء ضمن فترة زمنية قصيرة. لكن يجب التنبّه إلى اختيار المشاركين وديناميات السلطة والنوع الاجتماعي والعمر لضمان شعور الجميع بالحرية للمشاركة بصراحة وصدق.

ويسعى كلا النهجين إلى فهم آثار الكوارث الأكثر شيوعًا أو احتمالًا والأشخاص والأشياء المعرّضة للضرر، فضلًا عن قدرات التكيف القائمة  والاستجابات والإجراءات المبكرة المحتملة. وفي جميع الحالات، يجب الأخذ بآراء المشاركين بشأن أنواع الإجراءات التي يمكن اتخاذها قبل وقوع الكارثة للحدّ من الأضرار وعن أنواع الموارد أو الدعم اللازمة لتنفيذ هذه الإجراءات.

الطريقة ه: زيارات المجتمع (بعد الكارثة)

يمكن أن يشكّل التجوّل في المجتمع مع القادة أو الممثّلين طريقة قيّمة لتحديد السياق وتعميق الفهم المكتسب من خلال المقابلات والمجموعات المركّزة. من خلال الجولات المتقاطعة المنظّمة (يُرجى مراجعة تقييم مواطن الضعف والقدرات) أو الجولات الأقلّ رسمية في مجتمعٍ ما، يستطيع الفريق مراقبة الظروف المحلّية مباشرةً والاستماع إلى القصص وطرح الأسئلة التي قد لا تنشأ في الأُطُر الأخرى الأقرب إلى الطابع الرسمي. وعلى الرغم من أنَّ الزيارات بعد فترة وجيزة من وقوع الحدث المتطرّف تسمح بمراقبة الآثار مباشرةً، إلا أنَّ التجوّل في المجتمعات المعرّضة للكوارث يمكن أن يوفّر معلومات قيّمة في أيّ وقت.

ومن المهمّ دائمًا توخّي الانتباه عند اختيار توقيت إجراء النقاش المركّز أو الزيارة، والتشاور مسبقًا مع القادة المحلّيين – الممثّلين. على سبيل المثال، عند زيارة نامبولا في موزمبيق بعد فترة وجيزة من حدوث المنخفض المداري، طلب المسؤولون المحلّيون التجوّل في القرية مع القادة المحلّيين بدلاً من إجراء مجموعة مركّزة (كما كانَ مخطّطًا) لعدم رفع التوقّعات في ما يتعلّق بالمساعدات.

الطريقة و: ورشات عمل مع الجهات المعنيّة

تُعتبَر ورشات العمل المخصّصة للجهات المعنيّة وسائل قيّمة لاستخلاص الآراء والأفكار مع تعزيز مفهوم التمويل القائم على التنبّؤ وتعزيز مشاركة هذه الجهات المعنيّة في عملية بروتوكول العمل المُبكر. يمكن استخدام ورشات العمل هذه لتحديد الآثار ذات الأولوية التي يمكن معالجتها بواسطة نظام التمويل القائم على التنبّؤ، كما ولتحديد أولويات الإجراءات المُبكرة، ومراجعة نظريات التغيير (يُرجى مراجعة إرشادات الرصد والتقييم)، ومناقشة كيفية تفعيل الإجراءات المُبكرة. ويقدّم مربّعا الإرشادات العملية 3 و4 وروابط الموارد أدناه أمثلة عن أشكال ورشات العمل لاختيار الإجراءات المُبكرة المُحتمَلة وتحديد أولوياتها ودرسها بشكل ناقد.

إرشادات عملية 3: جدول أعمال حلقة العمل الإقليمية لمدّة يوم واحد استنادًا إلى أنشطة موزمبيق

  • عرض: استعراض عام لمفهوم التمويل القائم على التنبّؤ
  • عرض: آخر المستجدات المتعلقة بتطوير بروتوكول التمويل القائم على التنبّؤ

استراحة

  • استعراض نتائج البحوث وآثار الفيضانات
  • نشاط فردي: استبيان يطلب من الجهات المعنية ترتيب الآثار ذات الأولوية

استراحة الغداء

  • نشاط جماعي 1: ترتيب الآثار الرئيسية ضمن مجموعات صغيرة (يتمّ تقسيم المشاركين وفقًا لمقاطعاتهم)
    • عرض الترتيب على المجموعة
  • نشاط جماعي 2: عصف ذهني ضمن مجموعات صغيرة وتحديد أولويات الإجراءات التي يمكن اتخاذها للتصدّي للآثار ذات الأولوية (لعبة مركز الصليب الأحمر والهلال الأحمر المعني بالمناخ “جاهز“)
    • عرض الإجراءات على الفريق

إرشادات عملية 4: جدول أعمال نموذجي لورشة عمل وطنية تستند إلى الأنشطة وتمتدّ على يومَيْن في موزمبيق

اليوم الأوّل

  •  التسجيل والافتتاح الرسمي

استراحة

  •  عرض البروتوكول
  •  أسئلة وأجوبة
  •  نشاط فردي: استبيان يُطلَب فيه من الجهات المعنيّة تصنيف الآثار (الملحق و)

الغداء

  •  عرض نتائج البحث: الآثار الأوّلية والأدلّة المتعلّقة بالإجراءات المُبكرة المُحتمَلة
  •  مناقشة ضمن مجموعة: ما الإجراءات المُبكرة الناقصة؟
  •  نشاط فردي: وضع جميع الإجراءات المُبكرة المُحتمَلة (بما فيها تلك التي أضافتها مجموعات صغيرة) على الحائط، والطلب من كلّ شخص التصويت (باستخدام الملصقات) على الإجراءات الثلاثة الأولى التي يجب إعطاؤها الأولوية، عن طريق وضع ملصقاته على الورقة المناسبة

اليوم الثاني

  •  عرض نتائج اليوم الأوّل
  •  نتائج الاستبيان الفردي: أيّ من الآثار اعتُبرت ذات أولوية؟
  •  نتائج تحديد الإجراءات المُبكرة ذات الأولوية: ما الإجراءات المُبكرة التي أعطاها المشاركون الأولوية؟ بناءً على ما سبق، ما هي الإجراءات التي ستوصي بها المجموعة؟

استراحة

  •  عمل ضمن مجموعات – مراجعة نظرية التغيير وتنقيحها:
    • o عدد غير محدّد من الجلسات (ساعة نصف) حسب الحاجة (مع الغداء حسب الاقتضاء) للبحث في نظريات التغيير الرئيسية ضمن مجموعات صغيرة
    • o في موزمبيق، قسّمنا المشاركين وفقًا لخبرتهم، بحيث يعمل الخبراء في مجال المياه والإصحاح والنهوض بالصحّة على نظريات التغيير المتعلّقة بالمياه والإصحاح والنهوض بالصحّة، ويعمل خبراء المأوى على نظريات التغيير المتعلّقة بالمأوى، وما إلى ذلك
    • o تمّ توزيع مديري الكوارث بشكل عامّ بالتساوي بين المجموعات
الخطوة 2: تحديد الآثار ذات الأولوية

بعد وضع قائمة شاملة بالآثار، يجب تحديد الآثار التي يمكن وينبغي التركيز عليها. يعتمد اختيار كيفية ترتيب الأولويات على السياق والاحتياجات الخاصّة بكم. وتجدرُ الإشارة إلى أنَّه على الرغم من أنَّ التمويل القائم على التنبّؤ هو نظام يمكن أن يُساهِم في منع بعض مخاطر الكوارث أو الحدّ منها (المخاطر التي لم يتمّ تقليلها أو إدارتها من خلال خطّة الحدّ من مخاطر الكوارث الطويلة الأمد)، إلَّا أنَّه لا يستطيع معالجة جميع آثار الكوارث المُحتمَلة. لذلك، فإنَّ تحديد الآثار المُحتمَلة ذات الأولوية هو أمرٌ أساسيّ لتطوير بروتوكولات واقعية وفعّالة.

على سبيل المثال، يمكن إعطاء الأولوية لأثرٍ معيّن بناءً على المعاناة التي سبّبها لفئات سكّانية ضعيفة، والأثر الاقتصادي العام، وأولويات الجهات المعنيّة (أولويات إدارة الكوارث، وأولويات الجمعيات الوطنية، وأولويات المجتمع، وما إلى ذلك)، والقدرة التنظيمية والخبرة، و/أو بعد النظر في معايير الاختيار في ما يتعلّق بالإجراءات المُبكرة، المقدّمة في الخطوة الرابعة. وبما أنَّ كلّ طريقة من هذه الطرق تنطوي على فُرَص ومساومات وتحدّيات (النصيحتان العمليّتان 7 و8)، فمن المرجّح أن يكون الجمع في ما بينها أكثر ملاءمةً. ومن شأن الطرق التالية الموضّحة سابقًا أن تدعم فريقَكم في تحديد آثار الكوارث ذات الأولوية:

  •  الطريقة أ: مراجعة البيانات السابقة (والحالية)
  •  الطريقة ب: مراجعة الأدبيات
  •  الطريقة ج: المقابلات شبه المنظّمة مع المخبرين الرئيسيين
  •  الطريقة د: المناقشات ضمن مجموعات مركّزة
  •  الطريقة ه: زيارات المجتمع (بعد الكارثة)
  •  الطريقة و: ورشات عمل مع الجهات المعنيّة

الطريقة ز: المسوحات (مثل المعرفة والمواقف والممارسات)

على عكس المقابلات النوعية والمجموعات المركّزة، يمكن أن تسمح المسوحات لفريقكم بالحصول على بيانات قابلة للقياس والوصول إلى عدد أكبر من المستجيبين. وقد يكون ذلك مفيدًا عندما يُطلَب من المشاركين تحديد الآثار والإجراءات المُبكرة ذات الأولوية التي يجب معالجتها بواسطة بروتوكول العمل المُبكر. على سبيل المثال، أُجري هذا المسح للجهات المعنيّة في موزمبيق لتحديد آثار الفيضانات والأعاصير ذات الأولوية.

إرشادات عملية 5: البيانات الأوّلية النوعية (مقابلات مع مجموعات مركّزة) مقابل البيانات الأوّلية الكمّية (المسوحات

البيانات الأوّلية هي البيانات التي تجمعونها بنفسكم بدلاً من الاستعانة بالمصادر أو قواعد البيانات الموجودة. عند الاختيار بين الطرق أو الأدوات لجمع البيانات، من الضروري النظر في نوع المعلومات المطلوبة والسبب، كما وفي أفضل مصدر للحصول على هذه البيانات. على سبيل المثال، على الرغم من أنَّه قد يكون من المغري قياس آثار الكوارث السابقة باستخدام المسح، إلَّا أنَّ الطلب من الناس تذكُّر عواقب الأحداث الماضية لن يعود بمعلومات كمّية موثوقة على الأرجح، ما لم يتمّ ذلك مباشرةً بعد وقوع الحدث.

علاوةً على ذلك، واعتمادًا على حجم التدخّل المُقترَح، قد يستغرق جمع البيانات من عيّنةٍ تمثيلية الكثيرَ من الوقت والموارد. في مثل هذه الحالات، من المرجّح أن تقدّم البيانات النوعية عن الآثار السابقة معلوماتٍ أكثر تفصيلاً عن كيفية تَسبُّب الكوارث بمشاكل للمجتمعات والأسباب وراء ذلك. ومن المرجّح حينها أن يتذكّر الناس ما فعلوه وكيف عانوا، في حين قد لا يتذكّرون عدد المحاصيل التي فقدوها بالضبط. وقد تكون الإحصاءات الحكومية (مصدر ثانوي) قادرة على توفير بيانات كمّية لدعم هذه المعطيات النوعية.

ولكنْ، اعتمادًا على الجمهور المُستهدَف والعيّنات المطلوبة، يمكن أن تكون المسوحات مفيدة لترتيب الأولويات أو للوصول إلى عيّنة أكبر. على سبيل المثال، أجرى الفريق في فيتنام مسحًا للمعارف والمواقف والممارسات، من أجل فهم كيف واجه السكّان الضعفاء موجات الحرّ. وبما أنَّهم كانوا يعملون في منطقة محدودة (أحياء معيّنة في هانوي)، استطاعوا جمع كمية كبيرة من البيانات ذات الصلة في وقتٍ قصير.

كذلك، فإنَّ التفكير في مستوى التفاصيل التي تحتاجونها (بما في ذلك المعلومات المتعلّقة بالسببية)، وممّن ستحصلون عليها (النطاق)، وما مدى موثوقية هذه المعلومات (هل تتوقّعون أن يتذكّر الناس ما تطلبونه؟) قد يساعدكم على تحديد الطرق الأكثر ملاءمةً في السياق الذي تعملون فيه.

وممّا لا شكّ فيه أنَّه ينبغي تحسين مجموعات البيانات الخاصّة بالحكومات والمؤسّسات في ما يتعلّق بالخسائر والأضرار الناجمة عن الكوارث. وتُعَدّ الدعوة والدعم التقني للوكالات الحكومية والمؤسّسات الأخرى المسؤولة عن جمع معلومات تفصيلية عن آثار الكوارث أمرًا ضروريًا لتحسين القدرة على تحديد الإجراءات المُبكرة الفعّالة، كما ولتحديد المحفّزات بشكل أفضل (يُرجى مراجعة قسم المحفّزات لمزيدٍ من التفاصيل).

على الرغم من أنَّ المخبرين الرئيسيين يمتلكون معلومات قيّمة عن سياقاتهم، إنّما قد تكون لدى السكّان أيضًا معتقدات تستند إلى معلومات خاطئة أو تستند إلى افتراضات حول الأسباب/الآثار وشدّة الآثار، بدون أن تكون مدعومة ببياناتٍ منهجية. ولا يعني نقص البيانات تلقائيًا أنًّ هذه الملاحظات خاطئة، بل من الأفضل دائمًا إجراء دراسة ناقدة لافتراضات الجهات المعنيّة باستخدام البيانات الثانوية عند الإمكان.

على سبيل المثال، سيعطي العديد من المنظّمات الإنسانية ومديري الكوارث الأولوية للحدّ من الخسائر في الأرواح على حساب جميع الآثار الأخرى. ولكنَّ الحدث ربّما يتسبّب بشكل عام بعدد قليل جدًا من الوفيات. وقد تنجح رسائل الإنذار المُبكر وحدها في الحدّ من الوفيات، وقد يكون من الصعب التنبّؤ بالوفيات المتبقّية وتفاديها. في مثل هذه الحالات، قد يكون تركيز التمويل على منع الخسائر المباشرة في الأرواح منطقيًا، ولكن ينبغي أن يكون هذا القرار مبنيًّا على الأقلّ على تقييمٍ ناقد لمعدّلات الوفيات الفعلية والتفكير في ما إذا كانَ ذلك سيُساهِم في إحداث فرق معيّن، بدلاً من الارتكاز حصرًا على الاعتبارات العاطفية أو السياسية للخسائر في الأرواح. كذلك، فإنَّ البيانات المتعلّقة بالفئات التي قد تموت والأسباب وراء ذلك ستسمح باتّخاذ قرار أكثر وعيًا حول ما إذا كان من الممكن استهداف هذا الأثر بشكل فعّال باستخدام الإجراء المُبكر.

في مثال آخر، قد تعتقد الجهات المعنيّة أنَّ الفيضانات تؤدّي إلى زيادة حالات الإصابة بالأمراض (مثل الكوليرا)، ما يؤدّي إلى صعوبات إضافية مثل فقدان الدخل أو ترك المدرسة.

ولكنَّ الإحصائيات الصحّية الوطنية قد تكشف أنَّ الحالات الإجمالية ومعدّلات الوفيات لا تزال كما هي أو ترتبط بعوامل أخرى. بالطبع، قد تكون هذه البيانات غير مكتملة؛ إلَّا أنَّه ينبغي تقديمها إلى الجهات المعنيّة والنظر فيها جنبًا إلى جنب مع تصوّرات هذه الجهات من أجل تحديد الآثار التي يجب معالجتها والإجراءات المُبكرة التي يجب اتّخاذها.

وإذا كانت أولويات الجهات المعنيّة تتعارض مع الأدلّة، قد يكون من الملائم أن نُحاوِل التأثير على هذه الأولويات. ولكنْ، في حال عدم وجود أيّ بيانات متعارضة، أو إذا كانت البيانات لا تُعتبَر موثوقة أو ليست متوفّرة، عندئذٍ قد يكون من الضروري الاعتماد بشكل أكبر على البيانات النوعية وآراء الجهات المعنيّة.

الخطوة 3: العصف الذهني لتحديد الإجراءات المُبكرة المُحتمَلة

بعد اختيار الآثار ذات الأولوية المتعلّقة بعوامل الخطر والمخاطر التي تتعاملون معها، يمكن البدء في استكشاف الإجراءات المُبكرة التي قد تقلّل من آثار الكوارث هذه. ويمكن أيضًا استخدام الطرق التالية (الموضّحة أعلاه) لتحديد الإجراءات المُبكرة المُحتمَلة أو تبادل الأفكار بشأنها. ولا بدّ من إشراك خبراء من القطاعات ذات الصلة، مثل المأوى والزراعة والمياه والإصحاح والصحّة أو إدارة الكوارث. وانطلاقًا من تجربتنا، تميل العديد من الجهات المعنيّة إلى طرح إجراءات الاستجابة التقليدية فحسب، لأنّهم اعتادوا على ذلك.

ومن الضروري أيضًا حثّ المشاركين على التفكير خارج الإطار التقليدي واقتراح حلول جديدة، ولا سيّما في ورشات العمل ومناقشات المجموعات المركّزة، ولكنْ أيضًا في المقابلات.

الطريقة ح: مراجعة السياسات والممارسات

على الرغم من أنَّه يمكن اعتبار ذلك جزءًا من المراجعة الشاملة للأدبيات، إلَّا أنَّ مراجعة وثائق السياسات المحلّية قد يشكّل مصدرًا للإجراءات المُبكرة المُحتمَلة وقد يساعد على فهم كيفية إدراج  التمويل القائم على التنبّؤ ضمن النُظُم الحالية.

تتضمّن المستندات المطلوب البحث عنها ما يلي:

  •  القواعد والأنظمة والخطط المتعلّقة بإدارة مخاطر الكوارث:
  •  من المهمّ أن نفهم كيف يعمل النظام العام لنتأكّد من أنَّ الإجراءات تُكمّل الهياكل القائمة.
  •  خطط الطوارئ:
  •  ستساعد هذه الخطط على فهم الاستجابات الحالية، من المستوي الوطني وصولًا إلى المستوى المحلّي.
  •  خطط التكيّف مع تغيُّر المناخ:
  •  على الرغم من أنَّ هذه الخطط تسعى عادةً إلى تدخّلات طويلة المدى، إلَّا أنَّها قد تتضمّن أيضًا خططًا للاستجابة الفورية أو قد تحتوي على إجراءات يمكن تكييفها مع أُطُر زمنية مختلفة.
  •  تقييمات البرامج السابقة أو التدخّلات الإنسانية:
  •  ستساعد هذه التقييمات على فهم ما تمّت تجربته، وما نجح، وما لم ينجح في السياق الذي تعملون فيه.

الطريقة ط: مراجعة قاعدة البيانات العالمية الخاصّة بالإجراءات المُبكرة

بالإضافة إلى مخطّط الاستكشاف الخاصّ بالسياق أعلاه، يقوم كلّ من صندوق العمل القائم على التنبّؤ التابع لصندوق الطوارئ للإغاثة في حالات الكوارث والمنصّة المعنيّة بالتوقّع بتطوير قاعدة بيانات في الوقت الفعلي لتكون بمثابة وسيلة مشاركة بين مشاريع التمويل القائم على التنبّؤ وعبر سياقات الإجراءات المُبكرة المُحتمَلة التي تمّ استخدامها أو اقتراحها في أُطُر أخرى. وستستمرّ هذه القاعدة في النموّ مع توسّع التمويل القائم على التنبّؤ ليشمل مناطق ومخاطر جديدة. وكما هو الحال بالنسبة إلى أفكار الإجراءات المُبكرة الناشئة عن الطرق المذكورة أعلاه، يجب تقييم جدوى أيّ إجراء وأهميّته في قاعدة البيانات، استنادًا إلى السياق، قبل اختياره كإجراء مُبكر.

تتوفّر نسخة المسودّة الحالية من قاعدة البيانات عبر هذا الرابط.

يمكن الاطّلاع أيضًا على قوائم وضعتها منظّمات أخرى حول الإجراءات المُبكرة، بما في ذلك على سبيل المثال حلقات El Niño/La Niña عن إجراءات العمل الموحّدة للإجراءات المُبكرة التي أصدرتها اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات والتي تتضمّن عيّنة من الإجراءات المُبكرة في الملحق 1.

الطريقة ي: أنشطة تصنيف المجتمع (يُرجى مراجعة تقييم مواطن الضعف والقدرات)

قد تكون التمارين التشارُكية لتصنيف المجتمع مفيدة أيضًا في تحديد الأولويات على مستوى المجتمع، سواء كانت في سياق مناقشة ضمن مجموعة مركّزة أو في سياق آخر. وتقدّم مجموعة أدوات العمل لتقييم مواطن الضعف والقدرات، التي وضعها الاتّحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، إرشاداتٍ قيّمة حول كيفية إجراء مثل هذه الأنشطة.

الخطوة 4: تقليص قائمة الإجراءات المُبكرة وتحديد الإجراءات ذات الأولوية

بعد استخدام الطرق الموضّحة أعلاه لتحديد الآثار التي يمكن معالجتها بواسطة التمويل القائم على التنبّؤ وتحديد الآثار ذات الأولوية وجمع قائمة بالإجراءات المُبكرة المُحتمَلة لمعالجتها، حانَ الوقت الآن لتحديد الإجراءات الواعدة من أجل الحدّ من المعاناة والخسائر.

على الرغم من أنَّ أولويات الجهات المعنيّة هي اعتبارٌ أساسي، إلَّا أنَّها معيار واحد فقط للعمل المُبكر الفعّال، وثمّة معايير أخرى كثيرة يمكن تطبيقها لتقييم الإجراءات المُبكرة وتصنيفها بشكل أفضل. ولا توجد “طريقة صحيحة” واحدة لتحديد الإجراءات المُبكرة ذات الأولوية، إنّما لا بدّ من مراعاة المعايير التالية أثناء الاختيار. يجب أيضًا ألَّا ننسى أنَّ بعضها (مثل الإمكانية العملية، والأدلّة، والنطاق، والقدرة، وأمد مواد الإغاثة) مُدرَجٌ ضمن المعايير الدنيا لبروتوكولات العمل المُبكر في ما يتعلّق بالعمل القائم على التنبّؤ من قِبَل صندوق الطوارئ للإغاثة في حالات الكوارث. يمكن زيارة الرابط للاطّلاع على أمثلة حول كيفية الاستفادة من المعايير المختلفة في تحديد الإجراءات المُبكرة ذات الأولوية ضمن بروتوكول العمل المُبكر.

معايير اختيار الإجراءات المُبكرة

هل يتسق الإجراء مع خطط الطوارئ الحكومية و/أو المؤسسية الأخرى؟

مثال عن ملاءمة السياسات: التحويلات النقدية في موزمبيق

عند وضع بروتوكول العمل المُبكر المتعلّق بالأعاصير في موزمبيق، لم يسمح المعهد الوطني لإدارة الكوارث – وهو الوكالة الحكومية المشرفة على الاستجابة للكوارث – بالتحويلات النقدية. وهذا يعني أنه على الرغم من إمكانية إجراء التحويلات النقدية نظرياً للتخفيف من آثار الإعصار قبل وقوع العاصفة، لم يكن باستطاعة الجمعية الوطنية إدراج مثل هذه الإجراءات في بروتوكول العمل المبكر. لكن بعد وقوع إعصار إيداي في آذار/مارس 2019، بدأت الحكومة بإدخال تغييرات على هذه السياسات. وهذا يعني أنّه قد يتمّ السماح بإجراء التحويلات النقدية في بروتوكول العمل المبكر المتعلّق بالفيضانات أو في النسخ المقبلة من بروتوكول العمل المبكر المتعلّق بالأعاصير.

هل هناك دليل على فعّالية هذه الإجراءات في الحدّ من الآثار ذات الأولوية؟

أمثلة حول أدلّة الفعّالية:

موزمبيق

في منغوليا، ساعدَ الصليب الأحمر المنغولي 2000 أسرة رعاة بواسطة منح نقدية غير مقيّدة بقيمة 100 دولار أميركي في كانون الأوّل/ديسمبر 2017 ومعدّات لرعاية الحيوانات تمّ تسليمها إلى الرعاة في كانون الثاني/يناير 2018. وأظهرت الأبحاث أنَّ تفعيل التمويل القائم على التنبّؤ تحسُّبًا لظروف الشتاء والجفاف الشديدة المعروفة باسم ظاهرة “الدزود” (Dzud) فعّالٌ في الحدّ من وفيات الماشية بنسبة 50٪ تقريبًا ويزيد معدّلات بقاء النسل من خلال توفير معدّات مصمّمة لرعاية الحيوانات ومنح نقدية صغيرة غير مشروطة.

منغوليا

في منغوليا، ساعدَ الصليب الأحمر المنغولي 2000 أسرة رعاة بواسطة منح نقدية غير مقيّدة بقيمة 100 دولار أميركي في كانون الأوّل/ديسمبر 2017 ومعدّات لرعاية الحيوانات تمّ تسليمها إلى الرعاة في كانون الثاني/يناير 2018. وأظهرت الأبحاث أنَّ تفعيل التمويل القائم على التنبّؤ تحسُّبًا لظروف الشتاء والجفاف الشديدة المعروفة باسم ظاهرة “الدزود” (Dzud) فعّالٌ في الحدّ من وفيات الماشية بنسبة 50٪ تقريبًا ويزيد معدّلات بقاء النسل من خلال توفير معدّات مصمّمة لرعاية الحيوانات ومنح نقدية صغيرة غير مشروطة.

بنغلادش

في بنغلادش، أظهرَ تدخّلٌ تجريبي في العام 2017 أنَّ الأُسَر التي تلقّت تحويلات نقدية قبل الفيضانات تراكمَ عليها عدد أقلّ من الديون المرتفعة الفائدة، وقد كانت هذه الديون استراتيجيةً شائعة للتكيّف. كذلك، تراجعت حدّة الضغوط النفسية-الاجتماعية خلال فترة الفيضان وبعدها، وازدادَ الوصول إلى الطعام الكافي والمغذّي.

هل يمكن وضع هذا الإجراء وتنفيذه على النطاق المطلوب؟

مثال على توسيع النطاق

أوغندا

في أوغندا، ركّز أول مشروع من مشاريع التمويل القائم على التنبّؤ على منطقة جغرافية صغيرة، وبعد عمليات الاختبار وإجراء المزيد من التحليلات، تبيّن أن أنظمة التمويل القائم على التنبّؤ المعتمدة من الجمعيات الوطنية تصبح أكثر فعالية إذا كان من الممكن تنفيذها في أي مكان وأن التنبؤ يسمح بتحديد الآثار الشديدة (باستخدام معلومات التنبؤ القائم على الأثر). فعلى سبيل المثال، إذا تم التنبؤ بفيضان في حوض نهر ما بالاستناد إلى التنبؤ القائم على الأثر، ينبغي أن تكون الجمعية الوطنية على علم بالمجتمعات المحلية الأكثر عرضة للآثار الشديدة المحتملة وأن تتصرف وفقًا لذلك. وفي ضوء هذا النهج، من الضروري معرفة ما إذا كان لدى الجمعية الوطنية القدرة على اتّخاذ الإجراءات المبكرة المعتمدة في جميع المواقع التي يُحتمل تضرّرها.

 

هل من دليل على إمكانية تنفيذ هذا الإجراء؟

ترتكز إمكانية التنفيذ على عاملين رئيسيين هما:

الوقت المطلوب:

هل يمكن تنفيذ الإجراء بفعالية خلال مهلة التنبؤ؟

اعتبارات الوصول:

هل من عوامل (وضع الطرق أو ظروف السفر أو الصراع/الوضع الأمني أو التوترات الاجتماعية) قد تعطّل إمكانية الوصول إلى المجتمعات وبالتالي تنفيذ الإجراء بشكل ناجح؟

يمكن الاطّلاع على أمثلة على الجدوى (توقيت الاختبار والاعتبارات اللوجستية عن طريق المحاكاة) عبر هذا الرابط.

وترتبط قدرة الجمعية الوطنية ارتباطاً وثيقاً بالإمكانية.

هل سيلقى العمل المُقترَح دعمًا من المجتمع؟

مثال حول القبول الاجتماعي: تفكيك المنازل قبل العاصفة

قد لا ترغب المجتمعات في تطبيق بعض الإجراءات على الرغم من فعّاليتها. خلال المحادثات مع الخبراء في مجال المأوى، اقتُرِحَ تفكيك المنازل وتخزين المكوّنات الأكثر قيمةً على غرار النوافذ والأبواب والأسقف المعدنية كطريقة جيّدة لتقليل الخسائر أثناء الأعاصير أو الفيضانات. يمكن لمثل هذا الإجراء أن يكون فعّالًا فقط إذا رأى المجتمع أيضًا أنَّ العمل الذي ينطوي عليه يستحقّ المخاطرة أو المكافأة المُحتمَلة. وعندما أجرى فريق الصليب الأحمر الموزمبيقي مجموعات مركّزة، كانَ أحد المجتمعات العالية المخاطر يقوم بإجراء مشابه، لكنَّ عددًا كبيرًا من المجتمعات الأخرى رأى أنَّ مثل هذا الإجراء يستغرق وقتًا طويلاً ومن غير المُحتمَل أن يكون فعّالًا. بالتالي، إذا لم يتعاون سوى عدد قليل من المجتمعات مع إجراءاتكم المُبكرة، فمن غير المرجّح أن تنجح هذه الأخيرة بشكل عام. لذلك، وقبل إدراج الإجراءات التي قد تواجه رفضًا من قبل المجتمع في بروتوكول العمل المُبكر، من الضروري التشاور مع عيّنة واسعة من المستفيدين المُحتمَلين للتأكُّد من أنَّ الإجراء مقبول اجتماعيًا.

هل تتمتع الجمعية بالقدرة المؤسسية الكافية (بما يشمل القدرة المواضيعية واللوجستية والإدارية والمالية وقدرة الموارد البشرية وقدرة الفرع) على تنفيذ الإجراء بفعالية مع مراعاة المهلة الزمنية والنطاق؟

كيف تضاهي تكلفة الإجراء الفوائد المتوقعة (أو المضمونة)؟ هل يمكن تحقيق الأثر نفسه بإجراءات أخرى أقلّ تكلفة؟

مثال على القيمة مقابل المال/الكفاءة: الفارق بين خزانات المياه والمعدات الفردية لتنقية المياه

تتوفّر في بعض الحالات أكثر من طريقة لتخفيف الآثار. ففي هذه الحالة، قد يكون من المفيد مقارنة كفاءة مختلف مسارات العمل لتحديد المسار الذي يوفر القيمة الأعلى بشكل عام.  فعلى سبيل المثال، يمكن إنشاء نقاط مياه مجتمعية أو توزيع مجموعات مواد لتنقية المياه على أفراد الأسر المعيشية من أجل ضمان وصول المجتمعات المحلية أو الأسر المعيشية إلى مياه مأمونة بعد وقوع حدث بالغ الشدة في أحد البلدان التي تعتمد التمويل القائم على التنبّؤ. وأظهرت مراجعة الأدبيات القائمة أنّ إنشاء خزانات على مستوى المجتمع المحلي قد يتطلّب موارد أكثر من تزويد أفراد الأسر المعيشية بمجموعات من الأدوات، كما قد يؤدّي إلى بروز عقبات إضافية أمام الاستخدام المتسمرّ. لذلك، قررت الجمعية الوطنية توفير مجموعات من الأدوات بدلًا من إنشاء خزانات أكبر لتزويد المجتمع المحلي بأسره بالمياه.

هل تتمتع الجمعية الوطنية أو غيرها من المنظمات التي تنفذ إجراءات مبكرة ترتكز على التمويل القائم على التنبّؤ بالولاية والخبرة والسلطة اللازمة لتنفيذ الإجراءات؟

مثال على التوافق: الصليب الأحمر ليس لديه خبرة في حماية الطرق

هل الإجراء مفيد في أي وقت من السنة أم أنّ فائدته تعتمد على موعد وقوع الحدث؟

مثال على التوقيت: حصاد المحاصيل قبل الفيضان

قد تكون بعض الإجراءات مفيدة وفعالة للغاية لكن لا يمكن تنفيذها إلّا خلال فترة زمنية قصيرة جدًّا. على سبيل المثال، لا يمكن حصاد المحاصيل لإنقاذها قبل أن تتضرر إلا إذا وقع الحدث عندما تكون جاهزة للحصاد. وبما أن الأعاصير أو الفيضانات قد تقع في أي وقت خلال الموسم، قرر الفريق في موزمبيق عدم إدراج ذلك في بروتوكول العمل المبكر. ومن الممكن أيضًا ربط بعض الإجراءات بتوقيت أو موسم محدد، فلا يتم تنفيذها الإجراءات إلا عندما يكون التوقيت منطقيًا ومناسبًا. ويتعين عندها المقارنة بين الفوائد المحتملة لهذه الإجراءات الموسمية وتكاليف الإدارة والاستعداد التي يتطلّبها التأهّب لتنفيذ الإجراءات المبكرة المختلفة.

إلى متى تستمرّ فوائد الإجراءات؟

عند التخطيط للإجراءات من الضروري النظر في المدّة التي تعود فيها الإجراءات بالنفع على الناس. على سبيل المثال، إذا كنت تنوي توزيع مجموعات أدوات تنقية المياه ليتمكّن الناس من الحصول على المياه النظيفة مباشرة بعد وقوع الحدث إلى حين تنفيذ الاستجابة الأساسية، عليك أن تنظر في المدة التي تستغرقها هذه الاستجابة عادة وإلّا قد تنفد المياه ويضطرّ الناس إلى شرب مياه غير نظيفة على أيّ حال، مما يجعل إجراءاتك غير فعالة.

وينبغي النظر أيضًا في عوامل أخرى تتعلق بمدّة الإجراء. ففي ما يخصّ المواد اللازمة لتعزيز الملاجئ، من غير الواقعي الافتراض أن المواد الموزعة خلال موسم إعصار واحد ستكون متاحة للاستخدام في الموسم المقبل. أمّا بالنسبة للناموسيات فهي تدوم 3 سنوات في سياقات عدّة. وإذا كان إجراؤك يعتمد على تدريبات أو مهارات محدّدة ليكون فعّالًا، قد لا يتذكّر الناس ما يتعلمونه لفترة طويلة. لذا، ينبغي تحديد المدة التي يجب أن تعود فيها المواد أو الإجراءات بالنفع على الناس وتعديل الإجراءات وفقًا لذلك.

كم من الوقت يستغرق العمل حتّى يستفيد الناس منه؟ هل العمل المُبكر ضروري لتحقيق الفوائد، أم يمكن تنفيذ الإجراء بعد الحدث؟

مثال: اختيار التوقيت الصحيح للإجراءات المُبكرة من أجل تحقيق النتائج المرجوّة

قد يستغرق تفعيل الإجراء المُبكر وقتًا أطول اعتمادًا على طبيعة الإجراء، على الرغم من أنَّه قد يكون من الممكن تنفيذه بسرعة. على سبيل المثال، يبدأ مفعول تلقيح حيوانات الألباكا في بيرو للحدّ من الوفيات خلال موجة البرد بعد بضعة أيّام، أي قبل أن يصبح تأثير البرد والرياح على صحّتها شديدًا وقبل أن تصل الاستجابة عادةً إلى القرى النائية. ولكنْ، في الحالات التي يستغرق فيها الأشخاص أسابيع بعد وقوع الكارثة ليشعروا بالآثار التي تسعَوْن إلى تقليلها، فقد تكون الاستجابة التقليدية أكثر فعّالية وأسهل في الاستهداف. من ناحية أخرى، إذا كانَ من المعروف أنَّ الإمدادات تنقطع عن مناطق معيّنة بعد وقوع حادثة معيّنة، فقد يبقى الإجراء المُبكر مفيدًا حتّى في هذه الحالات ويقلّل من الحاجة إلى الدعم الجوّي أو الخدمات اللوجستية المعقّدة. وإذا كانَ من الممكن تنفيذ الإجراء بنفس الفعّالية من خلال نُظُم الإنذار والاستجابة المُبكرة القائمة أو مباشرةً بعد الحدث، فقد لا يكون هناك سبب للمجازفة بالتصرُّف عبثًا.

هل ستعود الإجراءات بالنفع على الناس حتى إن لم يقع الحدث؟

قد لا يقع الحدث الذي تمّ التنبّؤ به في بعض الأحيان أو قد يقع في موقع مختلف فتصبح الإجراءات المتّخذة “غير مجدية”. لذا، يجب أن تكون الإجراءات المقترحة في بروتوكول العمل المبكر مفيدة للناس حتى في حال عدم وقوع الكارثة. فعلى سبيل المثال، يمكن استخدام مجموعات مواد المأوى لأغراض أخرى أو استخدامها للإصلاحات. ويمكن الاحتفاظ بمواد تنقية المياه في حال وقوع فيضان في المستقبل. أمّا بالنسبة للمساعدات النقدية غير المقيدة، فيمكن أن تستخدمها الأسر لأيّ غرض تختاره.

يجب التنبّه إلى الروابط القائمة بين الإجراءات غير المجدية ومصداقية الجمعية الوطنية. فعلى سبيل المثال، قد لا يكون إجراء عمليات إجلاء واسعة النطاق غير مجدية أمرًا جيدًا مع مرور الزمن.

هل ستتوافق الإجراءات المختارة مع مبدأ عدم إلحاق الضرر؟ هل ستؤدّي الإجراءات المختارة إلى نشوء مخاطر جديدة؟

يبقى بروتوكول العمل المُبكر المُعتمَد بموجب التمويل القائم على التنبّؤ الذي يقدّمه صندوق الطوارئ للإغاثة في حالات الكوارث ساريًا حتّى التفعيل الأوّل أو لمدّة أقصاها خمس سنوات. وبعد انقضاء هذه المهلة، يتعيّن مراجعته وإعادة تقديمه. إذا كانت الإجراءات المُبكرة التي تفكّرون فيها تعتمد على استخدام المواد المُعدَّة مسبقًا، فمن المهمّ ألا تتلف هذه الأخيرة قبل انتهاء مهلة الخمس سنوات.

مثال من البيرو:

في المرحلة الأولى من المشروع، تمّ اختبار توزيع التبن والمعدّات البيطرية على أُسَر الرعاة في جبال الأنديز كواحد من الآثار ذات الأولوية التي تمّ تحديدها في ما يتعلّق بموجات البرد، حيث فقدَ رعاة الألباكا رؤوسًا من الماشية لأنَّ الحيوانات لم تستطع الحصول على الغذاء اللازم (العشب) وكانت مُعرَّضة للأمراض. إلَّا أنَّه كانَ لا بدّ من التخزين المسبق للتبن والأغذية المركّزة المجفّفة التي تشكّل مصدرًا بديلًا للغذاء، من أجل ضمان توفُّرها بشكلٍ سريع. لكنَّ أمد المادّتَيْن أقلّ من خمس سنوات، لذا فلا يمكن إدراجهما ضمن بروتوكول العمل المُبكر إذ قد تفسدان قبل أن يتمّ تفعيل البروتوكول.

تفصل بين التفعيل والكارثة أحيانًا بضعة أيام فقط تبعًا للخطر. فإذا كانت الإجراءات المبكرة تعتمد على مواد إغاثة لا يمكن شراؤها في غضون مهلة قصيرة، قد يكون التخزين المسبق أمرًا ضروريًا. ومع ذلك، يسمح العمل القائم على التنبّؤ الذي يضطلع به صندوق الطوارئ للإغاثة في حالات الكوارث باستخدام ٤٠٪ فقط من ميزانية بروتوكول العمل المبكر للتخزين المسبق. وبالتالي، إذا كانت تكلفة المواد اللازم تخزينها مسبقًا تتخطّى هذه النسبة المئوية، يتعيّن إما تحديد إجراءات مبكرة مختلفة أو تمويل مخزونات من مصادر أخرى أو اعتماد ترتيبات شراء مختلفة (مثل المستودعات الافتراضية).

الإرشادات العملية ٧: الأدلة على الفعالية

تختلف كمية الأدلة المتعلقة بالإجراءات المبكرة المحتملة وجودتها اختلافًا كبيرًا. وقد تم اختبار بعض التدخلات، مثل تنقية المياه والناموسيات، في مجموعة متنوعة من السياقات الإنسانية وغير الإنسانية. ولكن لم يتمّ اختبار الكثير منها كإجراءات مبكرة قائمة على التنبّؤ (تم تنفيذها في غضون فترة زمنية قصيرة قبل وقوع حدث متطرف).

في هذه الحالات، يمكن استخدام أدلة الفعالية في سياقات أخرى لاستقراء الفعالية المحتملة كإجراء مبكر. فعلى سبيل المثال، إذا كان من الصعب تنفيذ إجراء ما على نحو سليم على مدى فترة زمنية طويلة، فمن غير المرجح أن يكون هذا الإجراء قابلًا للتطبيق على المدى القصير.

وتتوفّر كمية متزايدة من الأدلة والدراسات المتعلقة بفعالية بعض الإجراءات المبكرة، ولكنها لا تزال محدودة. ويقوم فريق الرصد والتقييم المعني بالإجراءات الاستباقية/التمويل القائم على التنبّؤ بتوحيد جميع هذه الأدلة وستتمكن أي جمعية وطنية من الوصول إليها قريبًا عن طريق المنصة المعنية بالتوقّع.

وتتوفّر هنا قائمة كاملة بمصطلحات البحث وبروتوكول المراجعة المنهجي الذي يستخدمه فريق البحث في موزمبيق. ويمكن أيضًا العثور على أي دليل يتعلّق بالإجراءات المبكرة المختلفة التي تم النظر فيها في موزمبيق في عمود “الأدلة” في قاعدة بيانات الإجراءات المبكرة المحتملة العالمية. ويمكن أيضًا الاطلاع على ملخصات بروتوكولات العمل المبكر المعتمدة التي تشمل لمحة عامة عن مختلف الإجراءات المبكرة على موقع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الذي يتناول العمل القائم على التنبّؤ الذي يضطلع به صندوق الطوارئ للإغاثة في حالات الكوارث.

إرشادات عملية 8: تطبيق المعايير – العملية في موزمبيق

أحد الدروس الرئيسية المستفادة من التجربة في موزمبيق هو أنّه من غير الواقعي أن نفترض وجود نظام ثابت ومستقلّ عن السياق يمكن فيه تطبيق المعايير أو ينبغي تطبيقها. تعذَّرَ على الفريق في موزمبيق تطبيق هذه المعايير بطريقة مستقيمة. بدلاً من ذلك، نظروا في الإجراءات المُبكرة المُحتمَلة باستخدام عملية تكرارية لتقليص الإجراءات، مع التركيز على التدخّلات الواعدة وجمع بيانات إضافية، ومن ثمّ إعادة النظر في الإجراءات في ضوء المعرفة الجديدة. وتقدّم المناقشة أدناه أمثلة حول كيفية تطبيق المعايير المذكورة أعلاه في موزمبيق لتقليص الإجراءات المُبكرة تدريجيًا والتركيز على الإجراءات الواقعية والمُفيدة.

في موزمبيق، كانت بعض المعايير مفيدة بشكل خاصّ في تقليص نطاق الإجراءات المُبكرة المُحتمَلة بشكل فوري، وتركيز البحوث المستقبلية حول محاور محدّدة، مثلًا: ملاءمة السياسات، والتوافق مع المهمّات والأولويات التنظيمية، والقدرة على التنفيذ، والإمكانية العملية.

شكَّلَت ملاءمة السياسات اعتبارًا أساسيًا في موزمبيق، لأنَّ التحويلات النقدية – وهي مجال يحظى بأهمية خاصّة بالنسبة إلى مجتمع التمويل القائم على التنبّؤ – كانت محظورة صراحةً بموجب قوانين موزمبيق في ذلك الوقت. وعلى الرغم من أنَّ إجراءات التحويل النقدي قد تكون فعّالة في الحدّ من آثار الفيضانات والأعاصير في موزمبيق، اختارَ الفريق عدم هدر الوقت في البحث في إجراءاتٍ يتعذَّر تطبيقها خلال مهلة المشروع. غير أنَّ الإجراءات القائمة على النقد مدرجة في قاعدة بيانات الإجراءات المُبكرة المُحتمَلة، وإذا أصبحت التدخّلات القائمة على النقد خيارًا في المستقبل، فستظهر الحاجة إلى مزيدٍ من العمل لاستكشاف الإمكانية العملية وتطوير نظريات التغيير.

في موزمبيق، ثمّة ترابط وثيق بين معيارَيْن – التوافق مع المهمّات والأولويات التنظيمية وما إذا كانَ الصليب الأحمر الموزمبيقي يملك القدرة على تنفيذ الإجراء. وبما أنَّ الصليب الأحمر قد تمّ تحديده مسبقًا ليكون الجهة الفاعلة في ما يتعلّق بالعمل القائم على التنبّؤ في موزمبيق، يجب بالتالي استيفاء هذين الشرطَيْن لنجاح الإجراء. لهذا السبب، تمّ استبعاد الإجراءات المتعلّقة بتعزيز الطرق والجسور والخطوط الكهربائية على سبيل المثال. وبما أنَّ متطوّعي الصليب الأحمر في موزمبيق لا يملكون الخبرة ولا التفويض لمحاولة تعزيز البنية التحتية العامّة أو خطوط الكهرباء، فمن الأفضل أن تقوم هيئة النقل الحكومية بتخطيط أيّ إجراءات مُبكرة في هذه القطاعات وأن يتمّ تمويلها بوسائل أخرى.

من المرجّح أن تكون الإمكانية العملية معيارًا أساسيًا في أيّ سياق. وإذا كان لا يمكن تنفيذ الإجراء في المهلة المتوقّعة، فلا ينبغي النظر فيه. ولكنْ، إذا لم يقم أحد باختبار تدخّل ما، قد لا يكون واضحًا على الفور ما إذا كانَ يمكن تنفيذ الإجراء بنجاح خلال الإطار الزمني المحدّد. وقد كانَ هذا هو الحال بالنسبة إلى تعزيزات المأوى في موزمبيق. فبما أنَّ الأضرار اللاحقة بالمنازل تُعتبَر أثرًا كبيرًا من آثار الأعاصير وفقًا للبيانات السابقة والجهات المعنيّة على جميع المستويات، لذا فقد ارتأى الصليب الأحمر الموزمبيقي إجراء عمليات محاكاة لمعرفة ما إذا كانَ متطوّعو الصليب الأحمر يستطيعون توزيع المواد وإجراء الدورات التدريبية وتنفيذ الإجراءات خلال الوقت المتوقّع.

كذلك، فإنَّ النطاق الذي يمكن إعداد الإجراء وتنفيذه بنجاح فيه، قد شكَّلَ اعتبارًا أساسيًا أيضًا. على سبيل المثال، تمّ تقديم المساعدة للأُسَر لتتمكّن من إجلاء أفرادها وحيواناتها وممتلكاتها، ما قلَّلَ بشكل كبير عدد الأشخاص الذين يختارون البقاء في المناطق المعرّضة للخطر، كما قلَّلَ عدد الوفيات ومعدّل فقدان سُبُل العيش. إلَّا أنَّ الصليب الأحمر الموزمبيقي لم يمتلك القدرة على وضع الاتّفاقات اللازمة لجميع المجتمعات في جميع أنحاء البلاد حيث قد يضرب الإعصار. لذا، فإنَّ هذا الإجراء سيكون أكثر قابلية للتنفيذ داخل مجتمعات محدّدة وليس على المستوى الوطني.

لم يتمّ تطبيق المعايير مثل توقيت الإجراء أو القبول الاجتماعي إلّا بعد استيفاء معايير أخرى. وقد تقرَّرَ أنَّ مساعدة الناس على حصاد محاصيلهم قبل العاصفة سيكون أمرًا صعبًا جدًا لأنّه سيتطلّب إنشاء نُظُم النقد مقابل العمل في فترة زمنية قصيرة، ولن يكونَ إجراءً عمليًا إلّا إذا ضربَ الفيضان أو الإعصار في وقت متأخّر من موسم النموّ. ولم تُطرَح إمكانية تفكيك المنازل من أجل تخزين وحفظ المكوّنات الأكثر كلفةً إلَّا في محادثات لاحقة مع الخبراء. بالتالي، لم يتمّ استكشاف القبول الاجتماعي على مستوى المجتمع حتّى وقتٍ لاحق في عملية تحديد الإجراءات.

على الرغم من أنَّ بعض المعايير، مثل الأدلّة على الفعّالية، كانت مرغوبة للغاية، إنّما لم يتوفّر سوى القليل من الأدلّة للعديد من الإجراءات لأنَّ التمويل القائم على التنبّؤ هو مفهوم جديد نسبيًا. في ضوء ذلك، حاولَ الصليب الأحمر الموزمبيقي بناء قاعدة أدلّة حول تعزيزات المأوى من خلال اختبار هذا التدخّل ضمن بروتوكوله.

وأخيرًا، تمّ النظر في بعض المعايير لفترة وجيزة، غير أنَّها لم تكن مفيدة بشكل خاصّ في السياق الموزمبيقي. ولا يمكن النظر في القيمة مقابل المال/الفعّالية على سبيل المثال إلَّا عندما تتوفّر بيانات موثوقة وقابلة للمقارنة في ما يتعلّق بالتكاليف والفعّالية النسبية للتدخّلات المختلفة (السعي لمعالجة الأثر نفسه). وكانت هذه البيانات غير متاحة بشكل عام، إنَّما أُخِذَت في الاعتبار عند اتّخاذ القرار لدى توفّرها. على سبيل المثال، نظرَ الفريق في أدلّة تُثبِت أنَّ تركيب خزّانات مياه كبيرة يتطلّب تكاليف لوجستية أعلى من توزيع معدّات تنقية المياه على الأُسَر.

بعد الانتهاء من عملية تحديد الآثار ذات الأولوية، والنظر في كلّ إجراء من حيث المعايير المذكورة أعلاه، وإلغاء الإجراءات التي لا تستوفي المعايير الرئيسية، وتحديد الثغرات في المعرفة، وجمع معلومات إضافية، وإعادة تقييم الخيارات (مرّات عدّة حسب الضرورة)، سوف تبقى للفريق في نهاية المطاف الإجراءات الأكثر منطقية في السياق الخاصّ به.

الخطوة 5: تطوير نظريات التغيير

بعد تحديد عدد من الإجراءات المُبكرة الواعدة، يحين وقت تفعيل المنطق الكامن وراء هذه الأفكار واختباره باستخدام نظريات التغيير. في الواقع، نظرية التغيير (ToC) هي توضيحٌ شامل لكيفية توقُّع حدوث التغيير المطلوب في سياقٍ معيّن وأسبابه. في سياق التمويل القائم عل التنبّؤ، يعني إنشاء نظرية التغيير الوصفَ التفصيلي لكيفية تحقيق النتيجة المرجوّة (أي تقليل الأثر الإنساني) والأسباب وراء ذلك، من خلال اتّخاذ الإجراءات القائمة على التنبّؤ. من شأن هذه النظرية أن تُساعِد على تصوّر – وفي النهاية اختبار – ما إذا كانَ من المُحتمَل حقًّا أن تؤدّي الإجراءات المُبكرة إلى تقليل الأثر ذي الأولوية. غالبًا ما يتمّ إنشاء نظرية التغيير كسلسلة من عبارات “في حال… فإذًا …”، ثم يتمّ وضعها في تمثيل مرئي، مثل المخطّط الانسيابي (يُرجى مراجعة المثال أدناه). ومن المفيد التفكير في نظرية التغيير باعتبارها خارطة تُحدِّد المكان الذي تريدون الذهاب إليه (النتيجة أو الحلّ المطلوب للمشكلة). وترسمون بعدها مسارًا على الخارطة للانتقال من النقطة أ إلى النقطة ب (وصف سلسلة النتائج المتوقّعة من الإجراء وصولًا إلى الحلّ). وسوف تدركون أنّكم تقومون بافتراضات، على سبيل المثال، أنَّ جسرًا معيّنًا يمكن تمريره أو أنّه يمكنكم تغطية مسافة معيّنة في اليوم. ويمكن أيضًا ملاحظة المعالم التي تتوقّعون رؤيتها في طريقكم (النتائج الوسيطة أو المراحل). ومن المهمّ جدًا استخدام جميع الأدلّة المتاحة عند بناء نظرية التغيير، بحيث يتمّ الاستناد على المعلومات والأدلّة – بدلًا من التخمين – لبناء كلّ علاقة وفق الصيغة التالية: “في حال… فإذًا…”.

يمكن أيضًا استخدام نظرية التغيير كأساس للإطار المنطقي وأُطُر الرصد والتقييم. لذلك، يجب على الفريق تطوير نظرية تغيير مفصّلة لكلّ إجراء يتمّ البحث في إدراجه ضمن البروتوكول. يعتمد اختيار عدد نظريات التغيير التي سيجري تطويرها في هذه المرحلة على احتياجات فريقكم وعملية تقليص الإجراءات المُبكرة واختبارها. وفي نهاية هذه العملية، يجب أن يكون الفريق قد اكتسبَ فهمًا سليمًا لكيفية مساهمة كلّ إجراء في تحقيق النتائج المرجوّة والأسباب وراء ذلك. ويجب إدراج نظرية التغيير للإجراءات المُبكرة النهائية ضمن بروتوكول العمل المُبكر المُقدَّم إلى صندوق العمل القائم على التنبّؤ التابع لصندوق الطوارئ للإغاثة في حالات الكوارث.

تُعَدّ عملية تحديد نظرية التغيير خطوةً حاسمة في تحديد الإجراءات. لذا، يجب التأكّد من اتّباع هذه الإرشادات المتعلّقة بالخطوات الواجب اتّخاذها

تتضمّن عملية تطوير نظرية التغيير 4 خطوات على الأقلّ

الخطوة الأولى:

البدء بهدف معيّن، أي التغيير الإيجابي الذي يسعى البرنامج أو المشروع إلى إحداثه من أجل معالجة مشكلة محدّدة.

مثال: “الحدّ من الإصابة بأمراض الإسهال في المجتمعات المعرّضة للخطر عند حدوث فيضانات في اكسيمبلانديا”.

الخطوة الثانية:

رسم عملية التغيير، والعمل عكسيًا انطلاقًا من الهدف المحدّد. اسألوا: “ما المطلوب لإحداث هذا التغيير؟” من المفيد القيام بذلك ضمن فريق واستشارة الجهات المعنيّة التي لديها إلمام بالموضوع. نصيحة: قوموا بتدوين خطوات العملية على أوراق ملاحظات وضعوها على المخطّط الزمني (يُرجى مراجعة المثال أدناه). ويساعد تصوّرُ نظرية التغيير أعضاءَ الفريق على فهمها بسهولة أكبر والتفكير في ما إذا كانت منطقية أم لا.

مثال: التمثيل المرئي لنظرية التغيير في اكسيمبلانديا (الرسم 4)

الخطوة الثالثة:

كتابة ملخّص سردي على شكل سلسلة من الأحداث المترابطة منطقيًا (عبارات “في حال… فإذاً…”)، ودعمها بالأدلّة المتاحة.

مثال: “إذا كانَ لدى جميع الأُسَر في المجتمعات المتضرّرة من الفيضانات أقراص لتنقية المياه لمدّة 30 يومًا، وتلقّت معلومات حول كيفية استخدامها، فسوف تعمل على تنقية مياه الشرب. وإذا قامَ أفراد الأُسَر بتنقية كلّ مياه الشرب، فسوف ينخفض معدّل الإصابة بأمراض الإسهال”.

الخطوة الرابعة:

وضع افتراضات ضمنية حول كيفية حدوث التغييرات بشكل صريح، والإشارة إلى الأدلّة الداعمة.

نصيحة: كتابة الافتراضات على أوراق ملاحظات بلون مختلف وإضافتها بين خطوات العملية.

في المثال السابق، برزَت افتراضات عدّة يجب تأكيدها بالأدلّة. على سبيل المثال، يُفترَض أنَّ الأُسَر تفهم وتُقدِّر المعلومات التي تلقّتها حول أهمية تنقية المياه، أو لديها بالفعل المعرفة والوعي اللازمان لاستخدام أقراص التنقية. ولكنْ، ماذا لو كانت المعرفة الموجودة مسبقًا حول تنقية المياه منخفضة؟

ماذا لو تمّ تقديم مواد إعلامية مكتوبة لأسرة لا يستطيع أفرادها قراءتها؟ ماذا لو كانَ بعض أفراد المجتمع يتحدّثون لغة مختلفة؟ ماذا لو كانوا يملكون تحفّظات ضدّ استخدام الحبوب الزرقاء أو الأجهزة اللوحية، بناءً على التجارب السابقة السيّئة أو الشائعات؟ ماذا لو قامت الأُسَر بتنقية مياه الشرب الخاصّة بها، ولكنّها لم تقم بتنقية المياه المُستخدَمة لغسل المواد الغذائية؟ ماذا لو كانت ممارسات النظافة الآمنة غير معروفة نسبيًا ولا يقوم أفراد الأسرة بغسل أيديهم بالماء والصابون قبل تحضير الطعام وقبل تناول الطعام؟

يجب أن تكون جميع الافتراضات، مهما بدت تافهة، صريحة ومدقّقة مقارنةً بالأدلّة، لمعرفة ما إذا كانت “آمنة” أو تحتاج إلى معالجة كجزء من بروتوكول العمل المُبكر.

تصوُّر بديل لنظرية التغيير للإجراءات القائمة على التنبّؤ

موارد إضافية

Decision-tree to help identify any fatal assumptions in your ToC

الخطوة 6: اختبار نظريات التغيير أو تنظيم ورشات عمل بشأنها

بعد قيام الفريق الداخلي بتطوير نظريات التغيير، قد يكون من المفيد اختبار هذه النظريات أو التحقّق منها مع الجهات المعنيّة الخارجية. وربّما تكون أهمّ خطوة في هذه العملية هي جعل الافتراضات صريحة والتأكّد من عدم وجود أيّ افتراضات خاطئة قد تُقوّض نجاحكم. يمكن القيام بذلك باستخدام الطرق التالية الموضّحة أعلاه:

  • مقابلات مع خبراء في قطاعات محدّدة
  • ورشات عمل مخصّصة للجهات المعنيّة
  • استشارات مجتمعية
الخطوة 7: إنهاء الإجراءات المُبكرة

استنادًا إلى التعليقات الخارجية التي تتلقّونها من المشاورات في الخطوة السادسة، ينبغي تحديد الإجراءات المُبكرة التي سيتمّ إدراجها في بروتوكول العمل المُبكر ووضع اللمسات الأخيرة على نظريات التغيير.

الخطوة 8: وضع خطّة التفعيل للإجراءات المحدّدة، واختبارها

ينبغي تحديد كيف يمكن تنفيذ الإجراء المحدّد بعد بلوغ المحفّزات، ومَن سيقوم بذلك ومتى. يمكن أيضًا إجراء تمرين محاكاة للتأكّد من أنَّ الإجراءات قابلة للتنفيذ في الإطار الزمني الذي حدّدته التوقّعات. ويمكن أيضًا إجراء تدريب فعلي إذا أمكن.

الخطوة 9: جعل الأساس المنطقي صريحًا في بروتوكول العمل المُبكر

بعد الانتهاء من الاختيار النهائي للإجراءات المُبكرة التي سيتمّ إدراجها في بروتوكول العمل المُبكر، بما في ذلك تطوير نظريات التغيير والتحقّق منها، من الضروري توثيق كيفية اختيار الإجراءات والأسباب وراء اختيارها. ويتطلّب القسم 5-2 من بروتوكول العمل المُبكر توضيح المنهجيات ومصادر البيانات التي استُخدِمَت لتحديد الآثار والإجراءات وتبرير اختيار الإجراءات المُدرَجة في بروتوكول العمل المُبكر. وسيسمح ذلك للجنة التدقيق بفهم لماذا من المرجّح أن تخفّف الإجراءات المُبكرة في البروتوكول من آثار الخطر المعني على السكّان المستفيدين. ويجب جعل الأساس المنطقي واضحًا لمساعدة المسؤولين عن المراجعات المستقبلية على فهم سبب هذه الإجراءات، والنظر في ما تغيّر منذ اختيار هذه الإجراءات، وتحديد ما إذا كانَ الأساس المنطقي لا يزال صالحًا للإصدارات المستقبلية من البروتوكول

الخلاصات والتوصيات النهائية

يمكن أن تساعد الطرق والعمليات الموضّحة أعلاه في تحديد الإجراءات المُبكرة واختيارها. نختتم ببعض الاقتراحات الرئيسية التي يمكن تطبيقها في السياق الذي تعملون فيه.

إنَّ تحديد الإجراءات المُبكرة واختيارها هي عملية متكرّرة.

  •  كما سبقت الإشارة، إنَّ استكشاف الإجراءات المُبكرة ليست عمليةً مستقيمة. فبعد اختيار الإجراءات الواعدة، قد تطرأ أسئلة جديدة. إذًا، عليكم متابعة كلّ الثغرات والاستمرار في ذلك حتّى تصبحون واثقين من الإجراءات التي تختارونها.

الحرص على الانفتاح

  •  قد يفضّل أعضاء المنظّمة الالتزام بالإجراءات المألوفة بالنسبة إليهم في سياق الاستجابة. لذلك، يجب الحرص على التحدّث إلى أكبر عدد ممكن من الخبراء والجهات المعنيّة الخارجية لتوسيع الاحتمالات.

عدم اختيار إجراء معيّن من باب الضرورة فقط

  •  بعد الانتهاء من هذه العملية، قد لا يتوفّر سوى عدد قليل من الإجراءات التي يمكن تنفيذها بشكل صحيح، إنْ وُجِدَت. في مثل هذه الحالات، قد يكون من الضروري مناقشة طريقة المضيّ قدمًا مع الجهة الراعية للمشروع/الجهات المانحة أو البحث عن إجراءات بسيطة يمكن أن تُحقِّق أثرًا معيّنًا (مثل تعزيز الإنذار المُبكر).

النقد الموجّه – تطوير نظريات التغيير واختبارها حيثما أمكن

  •  من خلال تطوير نظرية واضحة للتغيير، يمكن تقييم مدى إسهام عملكم في تقليل الأثر ذي الأولوية وما إذا كانَ يمكن تنفيذه بنجاح ضمن المهلة المتاحة. في الواقع، قد تكون الجهات المعنيّة متفائلة للغاية (أو العكس) بشأن الإمكانية العملية أو فعّالية الإجراء المُقترَح. في هذا الإطار، تُعَدّ المحاكاة أو المشاريع التجريبية الصغيرة طرقًا قيّمة لاختبار نظرية التغيير والقدرة التشغيلية وتعزيز جودة بروتوكول العمل المُبكر المُقترَح.

معيار واحد لا يكفي

  •  كما هو موضّح في العملية أعلاه، ثمّة العديد من العوامل التي يجب مراعاتها عند اختيار الإجراءات المُبكرة. فالعمل الذي أثبت فعّاليته في مكانٍ ما قد يكون مستحيلاً في مكانٍ آخر بسبب قيود سياسية أو لوجستية أو غيرها. لذلك، يجب جمع الأدلّة لكلّ من هذه المعايير بدلاً من اتّباع معيار واحد.

النظر في الإجراءات المُبكرة القائمة حاليًا كمصدرٍ للإلهام

  •  يتزايد عدد البلدان والشركاء الذين يطبّقون التمويل القائم على التنبّؤ من أجل التصدّي لمجموعة متنوّعة من المخاطر. لذلك، يمكن النظر إلى البلدان الأخرى التي تطبّق هذا المبدأ للحصول على إرشادات مبنيّة على الممارسات الجيّدة المتوفّرة.

تطوير أدلّة خاصّة

  •  التمويل القائم على التنبّؤ هو مفهوم جديد. ويعني ذلك أنّه من الممكن اختيار إجراءات معيّنة لم يتمّ اختبارها في الظروف التي تعملون ضمنها. وإذا كانَ عملكم المبتكر قادرًا على مساعدة الناس وإذا كانَ الدعم الكافي متوفّرًا من الشركاء المعنيّين، فقد يكون من المفيد اختبار الإجراء وتطوير أدلّة خاصّة. يمكن مشاركة هذه الأدلّة في نهاية المطاف مع المجتمع المعني بالتمويل القائم على التنبّؤ على نطاقٍ أوسع، ما يُساهِم في تعزيز قاعدة بيانات الإجراءات المُبكرة المُحتمَلة ويساعد الآخرين في تحديد الإجراءات المُبكرة وتقييمها.

إشراك الخبراء

  •  على الرغم من أنَّ مشاركة المجتمع المحلّي أساسية لاختيار الإجراءات، إلَّا أنَّه من المهمّ أيضًا إشراك خبراء قطاعيين في عملية العصف الذهني لتحديد أفضل التدابير من أجل الحدّ من الآثار ذات الأولوية، حيث قد يقدّمون حلولًا مبتكرة تغيب عن خاطر المجتمعات المعرّضة للخطر.

ولا بدّ من التأكُّد من أنَّ تطبيق الإجراءات المُبكرة يحترم مبدأ “عدم التسبُّب بالأذى”.

مجموعة الأدوات