4.3 تصميم خطّة الرصد والتقييم

summary

التمويل القائم على التنبّؤ هو مفهوم جديد نسبيًا من شأنه الحدّ من آثار الكوارث عن طريق زيادة استخدام العلوم المتوفّرة للمساعدة في اتّخاذ القرارات المدروسة. وبما أنَّ التمويل القائم على التنبّؤ لا يزال في مراحل تنفيذه الأولى، لا بدّ من الرصد والتقييم والتعلُّم من الأخطاء لقياس فعّالية النهج وإجراء ما يلزم من تعديلات.

إنَّ جمع الأدلّة وتكييف النظام عند الضرورة هو أمرٌ بالغ الأهمية في هذه المراحل المُبكرة من التمويل القائم على التنبّؤ. لذلك، لا بدّ من استخدام كلّ تفعيل لبروتوكول العمل المُبكر من أجل جمع البيانات لهذه الغاية وتوثيق الدروس المكتسبة.

لذلك، ينبغي أن يشتمل كلّ بروتوكول على بروتوكول خاصّ للرصد والتقييم من أجل 1) تقييم أثر الإجراءات المُبكرة والظواهر القصوى بعد كلّ تفعيل و2) ضمان تنفيذ الإجراءات كافّة وفق المخطّط وتوفير أدلّة تُثبِت اتّخاذ الإجراءات المُبكرة. وينبغي أن يتلاءم نظام الرصد والتقييم هذا مع نظام التخطيط والرصد والتقييم والإبلاغ الخاصّ بالجمعية الوطنية. سيسهل جمع البيانات بدرجة كبيرة عند التفعيل إذا اعتُمِدَت خطّة رصد وتقييم جيّدة ومدروسة لبروتوكول العمل المُبكر (مراجعة فصل “التفعيل والرصد والتقييم” للاطّلاع على الخطوات الواجب اتّخاذها بعد التفعيل). كذلك، يجب أن تترافق بروتوكولات العمل المُبكر المُقدَّمة إلى صندوق “العمل القائم على التنبّؤ” من قِبَل صندوق الطوارئ للإغاثة في حالات الكوارث مع خطّة رصد وتقييم توضِح بالتفاصيل كيفية رصد التفعيل وتقييم الأثر.

يسمح الرصد والتقييم بقياس التقدّم المُحرَز وإدارته وتتبّعه بالمقارنة مع الخطط المرسومة، ودراسة مدى تحقيق النتائج المرجوّة. إنّه شرط من شروط دراسة مشروع التمويل القائم على التنبّؤ، إذ يُساعِد تحديدًا في الإجابة على السؤال التالي: “أين يمكن التحسين وكيف؟”. وهو يشكّل أيضًا جزءًا لا يتجزّأ من عملية المساءلة وإثبات النتائج.

في نهاية المطاف، يسمح لنا الرصد والتقييم بأن نُظهِر للمجتمعات المحلّية التي نعمل من أجلها وللمنظّمات التي تموّلنا الفرق الذي يُحدثه التمويل القائم على التنبّؤ.

يشرح هذا الفصل كيفية رصد عمليات تفعيل بروتوكولات العمل المُبكر وكيفية تقديم الأدلّة على بلوغ الأهداف. يتناول هذا الفصل الأسئلة الرئيسية التالية:

  • كيف تُعَدّ خطّة الرصد والتقييم؟
  • ما نوع الأدلّة المطلوب؟
  • ما هي أفضل طريقة لقياس الأثر بالنسبة إلى التمويل القائم على التنبّؤ؟
  • ما هي الأدوات المتاحة؟
  • ما هي أفضل طريقة لاستخلاص الدروس من عملية التمويل القائم على التنبّؤ في سبيل تحسين الأداء؟

تختلف مكوّنات نُظُم الرصد والتقييم الخاصّة بالتمويل القائم على التنبّؤ بين بلدٍ وآخر وبين سياقٍ وآخر، ولكنَّ الخطوات التالية الرامية إلى توجيه عملية تطوير خطّة الرصد والتقييم لبروتوكول العمل المُبكر تبقى عينها وتنطبق على شتّى البلدان والسياقات.

يبدأ الرصد والتقييم مع انطلاق عملية إعداد المشروع والبرنامج، وتُستخدَم فيها أدوات متنوّعة لقياس التقدّم ورصده وتقييمه. ترد مكوّنات إعداد خطّة الرصد والتقييم واختيار الإجراءات المُبكرة في الفصول السابقة من هذا الدليل (مراجعة فصل “اختيار الإجراءات المُبكرة وتجهيز التمويل القائم على التنبّؤ الخاصّ بالجمعية الوطنية“)؛ ولكنْ، نُقدِّم لكم في ما يلي لمحةً عامّة عن الخطوات الضرورية لوضع خطّة الرصد التقييم لبروتوكول العمل المُبكر.

الخطوة 1: تحديد طريقة رصد عمليات تفعيل بروتوكولات العمل المُبكر

ينبغي إعداد خطّة لرصد المشروع أو البرنامج المُعتمَد في كلّ بلد لإنشاء نظام التمويل القائم على التنبّؤ، وذلك بالتماشي مع الإطار المنطقي للمشروع. ومن الضروري أيضًا وضع خطّة رصد أخرى بعد إعداد النظام، من أجل مراقبة تطبيق بروتوكول العمل المُبكر. ينبغي أن تغطّي هذه الخطّة الفترة الممتدّة من لحظة بلوغ التوقّع مستوى الأثر المُحدَّد مسبقًا وتفعيل بروتوكول العمل المُبكر، وصولًا إلى انتهاء فترة التفعيل. يسمح الرصد بتتبّع أداء الجهات الفاعلة المُنفِّذة انطلاقًا من الأدوار والمسؤوليات المنوطة بهم والتي تمّ التخطيط لها والاتّفاق عليها. من المهمّ جمع بيانات الرصد المتعلّقة بأداء تنفيذ بروتوكول العمل المُبكر، إذ ستُستخدَم لاحقًا من أجل تحليل ما إذا تمكَّنَت الجمعية الوطنية من اتّخاذ إجراءات مُبكرة بما فيه الكفاية وفق المخطّط، وبالفعّالية المتوقّعة. يكمُن الهدف في الحرص على تحليل الممارسات والسلوكيات وطرق تنفيذ بروتوكول العمل المُبكر لتحديد أوجه القصور أو القيود أو العراقيل التي ينبغي إزالتها، وتحديد المشاكل التصميمية التي يجب معالجتها قبل التفعيل التالي.

إعداد خطّة الرصد لبروتوكول العمل المُبكر من أجل توضيح عناصر التفعيل التي سيجري رصدها وتحديد مَن سيتولّى هذه المهمّة – يمكن طباعة الاستمارة وإعطاؤها لموظّفي ومتطوّعي الجمعية الوطنية العاملين في الميدان، ثمّ إرسالها إلى نقطة الاتّصال المعنيّة بالرصد والتقييم من أجل دمج البيانات.

يمكن استخدام نموذج استمارة الرصد الخاصّة ببروتوكول العمل المُبكر أو استمارة الرصد عبر شبكة الإنترنت الخاصّة ببروتوكول العمل المُبكر مع أمثلة، على أن يتمّ تكييفها وفقًا للبروتوكول الخاصّ بكم.

ملاحظة:

ينبغي إنشاء حساب على موقع كوبو تولبوكس (KoBo Toolbos) للتمكُّن من الوصول إلى هذه الاستمارة ونسخها وتكييفها؛ وتجدرُ الإشارة

الخطوة 2: تحديد طريقة تقييم أثر تفعيل بروتوكول العمل المُبكر

يكمُن الهدف النهائي في تحديد ما إذا نجحت الإجراءات المُبكرة المتّخذة في بلوغ أهداف الحدّ من المخاطر المتوقّعة (وأهداف الاستجابة الفعّالة) (أي الحدّ من الأثر ذي الأولوية) كما جرى التخطيط لها، وكيف تحقّقت هذه الأهداف. هل أحدثت الإجراءات فرقًا في حياة الأشخاص المعرّضين للخطر وسُبُل عيشهم؟ وإلى أيّ مدى؟ هل انخفضت الآثار التي يشهدها سكّان المجتمعات المدعومة بهذا التمويل، سواء على حياتهم أو صحّتهم أو ممتلكاتهم، مقارنةً بالأشخاص الذين لم يحصلوا على المساعدة عن طريق التمويل القائم على التنبّؤ؟ ستُقاس الآثار وفق مؤشّرات رئيسية تتعلّق بالصحّة والرفاه والأصول المادّية والقدرة الإنتاجية.

تطوير القسم المتعلّق بتقييم الأثر في خطّة الرصد والتقييم الخاصّة ببروتوكول العمل المُبكر، على النحو التالي:

  • تحديد المؤشّرات (مراجعة الأمثلة في الجدول 2)
  • تحديد نهج التحليل الافتراضي
  • اختيار مصادر البيانات وأدوات جمع البيانات وتطوير/تعديل أدوات جمع البيانات
  • تحديد مَن سيتولّى تقييم الأثر (و/أو تحليل التكاليف والفوائد) سواء أكانت الجمعية الوطنية نفسها أو الاتّحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر أم سيكون عملًا مشتركًا بينهما، أو عبر عقدٍ خارجي – مع مؤسّسة أكاديمية أو جهة استشارية مثلًا، إلخ

تقييم الآثار على مستوى الأسرة/المجتمع المحلّي.

التحقّق من مساهمة التمويل القائم على التنبّؤ في تحسين النتائج الإنسانية. تختلف طريقة قياس الآثار وفقًا للتدخّلات الحاصلة.

نصيحة:

لا بدّ من التشديد على أنَّ جمع البيانات المتعلّقة بالأثر الذي يخلّفه نجاح تدخّلات التمويل القائم على التنبّؤ هو أمرٌ يعتمد على نوع التدخّل. على سبيل المثال، تظهَر الإجراءات المُبكرة الخاصّة بالمأوى على الفور، مباشرةً بعد وقوع الكارثة، في حين قد تحتاج إجراءاتٌ أخرى إلى عدّة أسابيع لظهور أثرها بالكامل، من مثال توزيع أقراص تنقية المياه لمنع تفشّي الكوليرا.

تساعد المواد التالية في التخطيط لتقييم الأثر.

يعتمد اختيار المؤشّرات على نوع المخاطر والآثار التي ينبغي الوقاية منها أو التخفيف من حدّتها، والإجراءات المُبكرة الواجب اتّخاذها.

تنتمي غالبًا المؤشّرات المُستخدَمة لقياس أثر الإجراءات المُبكرة إلى الفئات التالية:

الصحّة والرفاه

  • الوفيات

o        “هل انخفضَ عدد الوفيات/لم تُسجَّل حالات وفاة جرّاء الكارثة، نتيجة مساعدة التمويل القائم على التنبّؤ؟

  • المرض
    • “هل انخفضَ عدد الأشخاص المُصابين بالمرض خلال/بعد الكارثة، بفضل مساعدة التمويل القائم على التنبّؤ؟” 
  • الإجهاد/القلق
    • “هل شعرَ الناس بقلق أقلّ وقدرة أفضل على التأقلم مع آثار الكارثة، بفضل مساعدة التمويل القائم على التنبّؤ؟”

المأوى والسكن

  • الهياكل السكنية الأُسَرية
    • “هل انخفضَ عدد المنازل التي تعرّضت لأضرار جسيمة في الأسقف والجدران نتيجة المساعدة المُبكرة التي تلقّاها الناس عبر التمويل القائم على التنبّؤ؟”
  • الملاجئ المشتركة
    • “هل صمدت الملاجئ المشتركة في وجه آثار الكارثة وهل نجحت في حماية أفراد المجتمع وفقًا للمخطّط؟”

الأصول

  • الأصول الشخصية
  • “هل انخفضَ عدد الأشخاص الذين تعرّضوا لأضرار جسيمة في ممتلكاتهم القيّمة نتيجة تلقّي المساعدة المُبكرة عبر التمويل القائم على التنبّؤ؟”
  • الأصول الإنتاجية (مثلًا: الماشية والبساتين والسقائف، إلخ)
    • “هل انخفضت وفيات وإصابات المواشي لأنَّ الناس تلقّوا مساعدة مُبكرة عبر التمويل القائم على التنبّؤ؟”

العوامل المؤثّرة في الصحّة والرفاه وسُبُل العيش وغيرها

  • إمدادات الغذاء/الماء
    • “هل عانى الأشخاص الذين تلقّوا مساعدة نقدية عبر التمويل القائم على التنبّؤ قبل وقوع الكارثة من انعدام أمن غذائي بنسبة أقلّ خلال الكارثة؟”
  • قيود العمل
    • “هل ساعدَت الإجراءات القائمة على التنبّؤ في تقليص الوقت الذي لم يتمكّن فيه الأشخاص من العمل بسبب آثار الكارثة؟”
  • البنى التحتية العامّة (مثلًا: الطرقات والعيادات والمدارس، إلخ)
    • “هل تحسّنت قدرة المراكز الصحّية المجتمعية على توفير الرعاية الطبّية للأشخاص المتضرّرين، بفضل المساعدة من التمويل القائم على التنبّؤ؟”
  • تتعدّد الإجراءات الممكنة الأخرى وفقًا لنظرية تغيير البرنامج/المشروع وإطاره المنطقي وخطّة الرصد والتقييم.

نهج التحليل الافتراضي

على سبيل المثال، “هل شهدت الأُسَر التي حصلت على المساعدة عبر التمويل القائم على التنبّؤ آثارًا أقلّ مقارنةً بالأُسَر التي لم تحصل على هذا النوع من المساعدة المُبكرة؟”

كيف يمكن التأكّد من أنَّ المساعدة عبر التمويل القائم على التنبّؤ هي التي أدّت إلى تحقيق النتائج الإيجابية، من مثال الحدّ من المعاناة وآثار الكوارث، وليس التدخّلات الأخرى أو العوامل الخارجية؟

أصبحَ نهج التحليل الافتراضي نهجًا مقبولًا ورائجًا للاستدلال السببي في أبحاث العلوم الاجتماعية.

في سياق التمويل القائم على التنبّؤ، يُستخدَم التحليل الافتراضي للإجابة على بعض الأسئلة من مثال: “ما كانَ ليحدث لو لم يحصل المجتمع المحلّي على مساعدة عبر الإجراءات القائمة على التنبّؤ؟” يُقدَّر أثر التمويل القائم على التنبّؤ من خلال المقارنة بين نتائج التحليل الافتراضي (ما كانَ ليحصل من دون التمويل القائم على التنبّؤ) ونتائج التدخّل الملموسة (ماذا حصل مع المساعدة عبر التمويل القائم على التنبّؤ).

يكمُن التحدّي في عدم القدرة على رصد نتائج التحليل الافتراضي بشكلٍ مباشر.

يجب تقديرها مع الاستعانة بمجموعة مقارنة مرجعية تُشبِه ظروف التحليل الافتراضي بأكبر درجة ممكنة.

عمليًا، تعمد عادةً فِرَق التمويل القائم على التنبّؤ إلى استخدام نوع مقارنة من اثنَيْن (أو النوعَيْن معًا) لتقدير نتائج التحليل الافتراضي:

بيانات الآثار السابقة من المجتمعات/المناطق عينها أو مناطق ومجتمعات أخرى مماثلة تضرّرت جرّاء كارثة مماثلة في الماضي.

+ الفُرَص:

يمكن الحصول على البيانات السابقة بكلفة أقلّ لأنّها جُمِعت من قِبَل طرف آخر في السابق. وبما أنَّ السكّان قد عاشوا تجربة الكارثة السابقة، توفّر البيانات أيضًا نقطةً مرجعية مشتركة قد تزيد من مصداقية التحليل. (مراجعة تحليل المخاطر الذي أُجرِيَ في بداية تطوير بروتوكول العمل المُبكر في حال كانت المعلومات ذات صلة).

– التحدّيات:

إنَّ مسألة إمكانية مقارنة البيانات السابقة تطرحُ إشكاليةً على مستويات متعدّدة: يجب أن تكون الكارثة السابقة مماثلة للكارثة التي تسبّبت باتّخاذ إجراءات التمويل القائم على التنبّؤ، وذلك من ناحية الحجم والتوقيت؛ ويجب أيضًا أن تتشابه الآثار التي تخلّفها على السكّان الضعفاء والمعرّضين للخطر. ولا بدّ أن تتوفّر بيانات الكارثة وآثارها لوحدات التحليل عينها ووفقًا لمستوى التحليل المفصّل عينه، على غرار التحليل المُستخدَم لتقييم الكارثة الحالية وآثارها (التي تسبّبت بالتمويل القائم على التنبّؤ) ونتائج التمويل القائم على التنبّؤ.

مثال:

في حال تمثَّلَ أحد المؤشّرات الأساسية لقياس نجاح العمل القائم على التنبّؤ بتراجع نسبة الأشخاص الذين يُعانون من أمراض الإسهال خلال/بعد الكارثة، عندئذٍ يجب أن تحتوي البيانات السابقة على معلومات تتعلّق بنسبة الإصابة بالإسهال في صفوف الفئات السكّانية الضعيفة والمتضرّرة خلال/بعد الكارثة السابقة. ولا يكفي أن تتوفّر بيانات عن الكارثة بحدّ ذاتها أو الأضرار التي ألحقتها بالبنى التحتية والمنازل فحسب. يجب أن تتوفّر البيانات للمنطقة الجغرافية عينها التي نُفِّذَ فيها بروتوكول العمل المُبكر.

بيانات الآثار من مجتمعات أو أُسَر المقارنة التي تضرّرت جرّاء الكارثة عينها (التي تسبّبت بالعمل القائم على التنبّؤ) والتي تتشابه من الجوانب كافّة، باستثناء عدم حصولها على المساعدة من خلال العمل القائم على التنبّؤ قبل وقوع الكارثة.

+ الفُرَص:

يمكن على الأرجح تحقيق قابلية المقارنة عند اختيار عيّنة عشوائية من سكّان المجتمعات المتضرّرة والضعيفة. ونظرًا للتمويل المحدود وبالتالي التغطية المحدودة لمعظم تدخّلات التمويل القائم على التنبّؤ، يمكن على الأرجح إيجاد مجتمعات مشابهة تضرّرت من جرّاء كارثة معيّنة، ولكنَّها لم تحصل على المساعدة عن طريق الإجراءات القائمة على التنبّؤ.

– التحدّيات:

ينبغي توخّي الحذر في تصميم إطار أخذ العيّنات وتطبيقه، لتجنُّب التحيّز في البيانات. تكون عادةً عملية جمع البيانات الأوّلية أكثر كلفةً مقارنةً بالعمل مع مجموعات البيانات السابقة والثانوية. وقد يؤدّي أيضًا جمع البيانات في مجتمعات المقارنة إلى توقّعات لدى الأشخاص الذين يشملهم المسح بأنّهم سيحصلون على المساعدة، إذ تُجري عادةً الجمعيات الوطنية تقييماتٍ في أعقاب الكارثة من أجل التخطيط للاستجابة.

إنَّ استخدام التحليل الافتراضي ليسَ ضروريًا، ولكنّه محبّذ نظرًا للمرحلة الحالية لمشاريع التمويل القائم على التنبّؤ. فمن دونه، لا يستطيع التحليل أن يُبرِز علاقة سببية مُقنِعة بين التدخّل والنتائج.

في التمويل القائم على التنبّؤ، من غير المُرجَّح أن تبرز حالات تكون فيها النُهُج غير التجريبية (من دون مجموعة مقارنة) هي التصميم البحثي المناسب الوحيد. على سبيل المثال، عند تنفيذ برنامج/مشروع معيّن على نحو شامل بحيث يطال كلّ شخص ضعيف ومُعرَّض للخطر، لا تعود هناك مجموعات مقارنة منفصلة. للأسف، لا ينطبق هذا السيناريو على برامج التمويل القائم على التنبّؤ – نظرًا لمحدودية التمويل المخصّص لها. لذلك، من المحبّذ جدًا استخدام تصاميم تقييم تجريبية أو شبه تجريبية مع مجموعات مقارنة، من أجل تقييم أثر مشاريع/برامج التمويل القائم على التنبّؤ.

مهام وأدوات الرصد والتقييم

مراجعة توفُّر مصادر البيانات الثانوية الموثوقة

تحديد مجموعة المقارنة

الخطوة 3: تحديد المسؤوليات والأُطُر الزمنية
  • تحديد الجهات المتعاونة المُحتمَلة والجامعات والاستشاريين إلخ، من أجل جمع البيانات.
  • إعداد مواد تدريبية للمتطوّعين/العدّادين في وقت مسبق (مثلًا: حول جمع البيانات وتيسير نقاشات مجموعات التركيز، إلخ) عند الإمكان والاقتضاء. وفي هذا الإطار، لا بدّ من النظر في الخطط القائمة ضمن إطار خطط/استراتيجية التخطيط والرصد والتقييم والإبلاغ الخاصّة بالجمعية الوطنية.

©  الصليب الأحمر الألماني

الخطوة 4: تلخيص خطّة الرصد والتقييم التابعة لبروتوكول العمل المُبكر

بالاستناد إلى الآثار ذات الأولوية والإجراءات المُبكرة المختارة، وقدرة الجمعية الوطنية على الرصد التقييم وأهداف نظام التمويل القائم على التنبّؤ، وانطلاقًا من الخطوات السابقة، تُلخَّص في خطّة الرصد والتقييم المؤشّرات التي ستُستخدَم لقياس أثر الإجراءات المُبكرة، وكيف ومتى ستُجمَع البيانات المطلوبة، ومَن سيجمعها ويحلّلها، ومَن سيُعِدّ التقارير بشأنها وينشرها.

بالاستناد إلى خطّة الرصد والتقييم، يتمّ تطوير أدوات جمع البيانات (استمارات الرصد، والاستبيانات، وقوائم المراجعة، إلخ.) ويتمّ إعداد عمليات جمع البيانات.

M&E Tasks and Tools

مهام وأدوات الرصد والتقييم

خطّة الرصد والتقييم الخاصّة بالتمويل القائم على التنبّؤ


نظرية التغيير (لكلّ إجراء مُتَّخَذ)، من بروتوكول العمل المُبكر (الجدول 1)

القدرات المتاحة لتنفيذ الإجراء النتائج الطويلة الأمد النتائج القصيرة الأمد المُخرَجات الإجراء الخطر مجالات التركيز (القطاع)
مورّدون محلّيون لأقراص معالجة المياه | شبكة متطوّعين تضمّ أكثر من X متطوّع في كلّ فرع سكّان يتمتّعون بصحّة جيّدة وقادرون على الذهاب إلى المدرسة والعمل بشكل أكثر انتظامًا نظرًا لانخفاض آثار الكوارث تراجع نسبة السكّان المصابين بأمراض الإسهال في المنطقة المُستهدَفة تجهيز السكّان بالكلور لتنقية المياه في المنطقة المعرّضة للفيضانات، من أجل ضمان إمكانية الوصول إلى المياه النظيفة خلال/بعد الفيضان توزيع حاويات الكلور على مستوى الأُسَر نسبة السكّان المصابين من جرّاء تفشّي مرض الإسهال في المناطق المُستهدَفة خلال/ بعد الفيضان الصحّة

تشمل مجالات التركيز السبعة الخاصّة بالاتّحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر: الحدّ من مخاطر الكوارث، المأوى، سُبُل العيش والاحتياجات الأساسية، الصحّة، والماء والإصحاح والنهوض بالنظافة، والحماية والنوع الاجتماعي والإدماج، والهجرة.

الخطوة 5: دمج خطط الرصد والتقييم من بروتوكولات مختلفة ضمن مخطّط توجيهي للرصد والتقييم

إذا كانت الجمعية الوطنية بصدد تطوير أكثر من بروتوكول واحد للعمل المُبكر، من المحبّذ أن تُدمَج كلّ الإجراءات المُبكرة ومؤشّرات مختلف البروتوكولات، بعد اختيار الإجراءات المُبكرة، وذلك ضمن مخطّط توجيهي واحد للرصد والتقييم، مع التأكُّد من ترابطها واتّساقها. ويضمن ذلك أيضًا كشف النقاط المشتركة وتفادي أيّ ازدواجية في جمع البيانات.

ينبغي تحديث خطّة (أو خطط) الرصد والتقييم بعد كلّ تفعيل، من أجل إدراج أيّ مكتسبات جديدة، وكلّما تغيّرت الإجراءات المُبكرة.

الخطوة 6: تكييف/مراجعة استمارة الرصد الخاصّة ببروتوكول العمل المُبكر
  • التأكُّد من اطّلاع المتطوّعين والموظّفين على أدوارهم ومسؤولياتهم من أجل القيام بعملية الرصد أثناء تنفيذ بروتوكول العمل المُبكر.
  • استخدام استمارة رصد بروتوكول العمل المُبكر من أجل مراقبة التنفيذ.

الأداة: نموذج استمارة رصد بروتوكول العمل المُبكر

الخطوة 7: اتّباع خطّة الرصد والتقييم أثناء التفعيل

لمزيدٍ من المعلومات حول هذه الخطوة، يُرجى مراجعة فصل “التفعيل والرصد والتقييم

مجموعة الأدوات