summary
ما هي الحماية الاجتماعية وما مدى ارتباطها بحركة الهلال الأحمر وغيرها من المنظمات الإنسانية في ما يتعلق بالتمويل القائم على التنبّؤ؟
يعدّ توسيع نطاق مقاربة التمويل القائم على التنبّؤ ودمجها في هيكليات إدارة المخاطر الوطنية أمرًا مهمًا لضمان استدامتها وفعاليتها. يعتمد اتخاذ الإجراءات الاستباقية على قدرة النظام على تحديد الآثار المحتملة والأشخاص الذين سيحتاجون إلى الدعم مسبقًا لتنفيذ الإجراءات بفعالية في الفترة الزمنية القصيرة الممتدّة بين التنبّؤ وحدوث الخطر.
مع ازدياد المخاطر المرتبطة بالمناخ، أصبحت الحماية الاجتماعية المراعية للمناخ مهمة كونها تساهم في حماية الأشخاص من آثار الصدمات وعوامل الإجهاد المناخية، بما يضمن حماية ممتلكاتهم وسبل معيشتهم. توفّر هذه المذكّرة ملخّصًا عن الفرص والتحدّيات الأساسية في ربط التمويل القائم على التنبّؤ بالحماية الاجتماعية، كما تقدّم إرشادات حول كيفية دعم الجمعيات الوطنية والشركاء الإنسانيين الآخرين لهذا الدمج.
تُعتبر الحماية الاجتماعية مصطلحًا عامًا يصف البرامج والسياسات الوطنية ودون الوطنية الهادفة إلى معالجة الفقر وعدم المساواة والضعف من خلال مساعدة الأشخاص في إدارة المخاطر على المديَيْن القريب والبعيد. وتشكّل سياسات الحماية الاجتماعية وبرامجها جزءًا من النظام الوطني الهادف إلى الحدّ من الفقر والحرمان والضعف من خلال مساعدة الأشخاص على إدارة مختلف المخاطر. يشمل هذا النظام:
- المساعدة الاجتماعية أو شبكات الأمان: التحويلات النقدية، برامج النقد مقابل العمل، برامج التوظيف المؤقت، برامج التغذية المدرسية
- الضمان الاجتماعي: الرواتب التقاعدية، الضمان الصحي أو ضدّ البطالة أو ضدّ الكوارث
- التدخلات في سوق العمل: الإدماج في سوق العمل، مزايا العمل، مقاييس العمل
- الخدمات الاجتماعية: الرعاية الاجتماعية، خدمات التغذية، خدمات الإعاقة
في هذه المذكّرة، سننظر بصورة رئيسية إلى نوع واحد من الحماية الاجتماعية، وهو المساعدة الاجتماعية التي تتقاطع أدواتها أكثر من سواها مع تلك التي يستخدمها العاملون في المجال الإنساني. تشكلّ التحويلات النقدية والنقد مقابل العمل وبرامج التغذية المدرسية جزءًا من الأنشطة المعتادة في الاستجابة لحالات الطوارئ، وكذلك في مقاربة التمويل القائم على التنبّؤ. ومع ذلك، يمكن أن تكون الخدمات الاجتماعية والضمان الاجتماعي وغيرهما ذات أهمية في هذا المجال. إلّا أن التركيز في نظام الحماية الاجتماعية ينصبّ على إنشاء نظام وطني مع تمويل متعدد السنوات (من خلال أموال محلية في نهاية المطاف) لإدارة المخاطر على المديَيْن القريب والبعيد بطريقة مستدامة ماليًا ويمكن التنبّؤ بها. يتم توفير تحويلات الحماية الاجتماعية عادةً على شكل دعم طويل الأمد يمكن التنبّؤ به إلى الأسر المهدّدة بخطر الوقوع في الفقر. يمكن تقديم هذا النوع من الدعم عبر مختلف الوسائل، ومنها النقد مباشرة أو القسائم أو الدفعات الرقمية أو الخدمات النقدية المتنقلة. ويتم تسليم بعض التحويلات الاجتماعية مثل التغذية المدرسية بشكل عيني.
تشتمل مقاربات الحماية الاجتماعية المستجيبة للصدمات والمراعية للمناخ على البرامج المرنة القابلة للتطوير والتي تصل بسرعة إلى المتأثرين جرّاء صدمةٍ ما. على سبيل المثال، يمكن أن يساعد برنامج يوفّر التحويلات النقدية بعد صدمةٍ ما الأسر الضعيفة على تجنّب استراتيجيات التكيّف السلبية.